في اللقاء المفتوح مع الكتاب والصحفيين عن الشراكة وتكامل الأدوار قال وزير التعليم : انه يسعى الى احداث هزة في النظام التعليمي لتقبل التغيير ؟! من دمج رياض الأطفال مع الصفوف الدنيا , الى ساعة نشاط ، الى اقرار الرياضة في مدارس البنات الى الالغاء المفاجيء لبعض البرامج واتهامه للطلاب والمعلمين بالفساد (التقصير والغياب) ! اعتقد ان الزمن تجاوز العلاج بالهزات الأرضية على مقياس (ريختر), وانتقل الى مرحلة العلاج بالأعصار على مقياس ( سفير ـ سمبسون ) ! معظم التغييرات التي أجراها وزير التعليم لم تكن مدروسة وكان يغلب عليها طابع الارتجال والعجلة ! وتعرضت الى العديد من الانتقادات من قبل النخب المثقفة والتربويين والمختصين ! ان مشاكل التعليم وبالمختصر المفيد تتمثل في التركيز على التحصيل على حساب (التفكير) , وهذا للأسف ما لم يستطيع معالي الوزير البوح به ؟! نعم يجب ان نتيح الفرصة للطالب بأن يفكر بعيدا عن فرض الوصاية عليه من خلال فرض برامج تحد من تفكيره وابداعه تحت غطاء محاربة التطرف والفكر الدخيل بفكر آخر لا يقل عنه تطرفا يشل تفكيره : مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ (لون واحد) ؟! ثم تجد معاليه يصرح قائلا : نحتاج الى معاملة خاصة من وسائل الاعلام للتعليم (فزعة) ! لا اعرف كيف تكون المعاملة الخاصة ومعاليكم في كل لقاء اعلامي يدلي بتصريحات كارثية لم تستثني الطالب ولا المعلم ولا حتى وسائل الاعلام التي يطلب منها المدد ! بل أنها أصبحت تستفز الجميع بدون استثنناء حتى المواطن . اعتقد ان تطوير التعليم يتجاوز قدرات وزارة التعليم بل وحتى الصلاحيات التي تمكنهم من احداث نقلة نوعية فيه . ان الاهتمام بمعالجة العجز في اعداد المعلمين والمعلمات والنقص في المباني المدرسية والمباني المتعثرة والنقل المدرسي وتحسين أوضاع المعلمين (البيئة المدرسية) , هي التي يجب ان تحظى بالأولوية في الوقت الحاضر وهي في حدود صلاحيات وامكانيات الوزارة , اما تطوير التعليم من برامج ومناهج ومحاربة الفساد اعتقد ان ذلك فوق (خارج) صلاحيات الوزارة . اخيرا ارجوك يا معالي الوزير قدم استقالتك (كثر خيرك) لقد قدمت كل ما تملك من امكانيات وحان الآن وقت الرحيل (التغيير) . لان التطوير باسلوب الهزات وحتى الأعاصير لن يجلب الا الكوارث .
بقلم / فوزي محمد الاحمدي - تبوك