ما زالت تبعات استحداث ساعة للنشاط (اضافية) على الدوام المدرسي عدا يوم الخميس التي أقرتها وزارة التعليم تحت غطاء تنفيذ عدد من الأنشطة اللاصفية تلقي بظلالها على مختلف مكونات المجتمع بين الرفض (الأغلبية) , والمؤيد لها (الأقلية) . الحقيقة ان سياسة وزارة التعليم من جانبها وفي مواجهة سيل الاعتراضات على سياساتها التعليمية غير المدروسة والتي غالبا ما تأتي ( بغتة ) ، والتي تحول فيها القطاع التعليمي الى (حقل تجارب) , تتبع سياسة : لا اسمع , لا ارى , لا أتكلم ! بل ولسان حالها يكاد أن يقول : من أنتم ؟! غالبا ما يكون ردة فعلها المزيد من التصريحات الاستفزازية قل موتوا بغيظكم ! بل لا مانع من الدخول في مهاترات مع هذا الكاتب أو ذاك في مواضيع هامشية أو ان يصدر مقال عن احد الكتاب (قنبلة) والهدف من ذلك لا يعدو عن كونه نوع من الاثارة والتلميع ولفت الأنظار وتسليط الأضواء ! وفي المقابل تجد الوزارة وبجلال قدرها ومن يتربع على قمة هرمها من أن يبتلع الطعم ويدخل في جدال (عقيم) انتقل من مرحلة "الحوار" الى مرحلة "الجدال" الممل ! والذي كان من المفترض في أمور كهذه ان يرد عليها المتحدث الرسمي للوزارة لتفويت الفرصة على الأقل على كل من يريد ان يصطاد في الماء العكر (الإشغال) . يعني عندما يتم وضع حصة النشاط في منتصف اليوم الدراسي لا اعرف بعدها مباشرة ما هي المواد التي سوف يتم تدريسها ، في وقت تجد فيه الطلبة وقد بدؤوا يعانون من الارهاق وعدم التركيز ! يا ترى هل تكون المواد المقررة هي (المواد العلمية) حيث تقوم عليها نهضة الأمم ؟! أم (المواد النظرية) حيث تمثل قوتها (انما الأمم بالأخلاق) ؟! قبل أيام في تركيا تم البدء في توزيع العنب المجفف على طلبة المدارس حيث أنه يعزز مناعة الجسم ضد امراض الشتاء لا سيما السعال ويمده بالحيوية والنشاط ويخلصه من السموم . يا ليتكم فعلتم ذلك أو قمتم بتأمين وجبة غذائية صحية عوضا عن حصة النشاط (العقل السليم في الجسم السليم ) ! يكفي وانت تتابع أي مباراة للمنتخب السعودي بدرجاته الثلاثة مع أي فريق اوروبي لتجد الفارق الكبير في اللياقة البدنية والبنية الجسمانية ! اما الجهاز التعليمي في أي مدرسة فكان الله في عونهم ما ان يصلوا الي منازلهم الا وقد اعياهم التعب والارهاق وسوف يكون لذلك مضاعفات اجتماعية كبيرة سوف تنعكس سلبا على التحصيل العلمي للطلاب والطالبات . ان تشكيل لجان مستقلة في كل منطقة (الأهالي) من النخب المثقفة وممن يتسمون بسلامة الفكر والمعتقد لصياغة المناهج وتطوير التعليم كما هو الحال في العديد من الدول المتقدمة والتي تتصدر التعليم في العالم اصبح في غاية الأهمية , على ان يقتصر دور الوزارة على الجانب الاشرافي فقط ، لان وزارة التعليم وبناء على القرارات الارتجالية التي تتحفنا فيها ما بين الحين والآخر وبوتيرة متسارعة اثبتت وبدون أدنى شك أن تطوير التعليم يفوق الامكانيات المتاحة لديها ، وبمدة زمنية تكفي للذهاب الى كوكب المريخ والعودة مرة ثانية (سيرا على الأقدام) .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/251434/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
1 ping