يخال اليك وأنت تتأمل في مضمون القرارات الثورية التي قامت وزارة التعليم بإصدارها في غضون شهر أو أقل , أن الوزارة بالفعل كانت في سباق مع الزمن وأنها تنتهز الفرصة (الاجازة) والناس نيام لتمرير هذه القرارات خشية من إلقاء القبض عليها أو كشف المستور ! في البداية كانت الوزارة قبل إصدار أي قرار تقوم بتشكل لجان لدراسة أي قرار (شكليا) من أجل شرعنته ، ثم تطور الامر الى إصدار القرارات ثم ياتي بعد ذلك قرار تشكيل اللجان لدراسة تبعاته ، واخيرا اصبح يتم اصدار القرارات دون تقديم أي مبررات أو أي اعتبار الى من سوف يكتون بنارها طبعا مشورة اهل الرأي والمعرفة في عرف الوزارة يعتبر من الكماليات ! مع العلم بأنه في جميع الحالات تجد ان جميع القرارات تم اصدارها (مسبقا) وان دور الوزارة لا يعدو عن كونه تنفيذي ليس الا ! يعني في موقع (المفعول به) !! وأن صلاحيات الوزارة الفعلية لا تتجاوز حدود توزيع البنود والمخصصات وطباعة المقررات وأي شيء من هذا القبيل ! واذا جئنا على أرض الواقع ( الميدان ) لا الامكانيات المتاحة للوزارة ولا الوقت يسمح لها بأن تحول هذه القرارات الى واقع ملموس ! وهي تعول على الفزعة والشهامة والمبادرة من قبل المعلمين لانجاح هذه القرارات !! رغم قناعة الجميع بأن هذه القرارات ليس لها أي قيمة أو منفعة على ارض الواقع (الطالب والمعلم والمنهج) المليارات يتم انفاقها على مشاريع تعليمية وهمية لا تكاد تلامس الشكل فما بالك بالمضمون ؟! من ادخال مادة التربية البدنية الى دمج رياض الأطفال مع الصفوف الدنيا الى زيادة ساعات الدوام في المدارس بمقدار ساعة (حمى النشاط المدرسي) ، والتي غالبا ما تذهب البنود المخصصة له الى (العامليين عليها) ! كبدلات ومكافآت وما تبقى يذهب في انشطة عقيمة ! (الفتات) وغالبا ما تتم في اوقات ميتة ويتم التغطية على ذلك في اقامة مسابقات وانشطة وجوائز وكؤوس وميداليات ، مع ان كل ذلك يتم على هامش التعليم ويراد له ان يكون هو الاصل والتعليم هو الفرع ( الهامش) ! في هذه الطريقة التي تتم فيها ادارة التعليم حيث يتم ادارته باسلوب (الهواة) ، من حقي أن أقول أن التعليم في خطر ولا بد من مد طوق النجاة له قبل ان تغرق السفينة فتأخذ معها المستقبل نحو المجهول . اعتقد ان تشكيل هيئة وطنية (مستقلة) تضم النخب المثقفة والتي لها باع طويل في جميع المناطق ومن القطاع التعليمي وممن يتصفون بالصلاح والتقوى (سلامة الفكر) ، مع اخذ رأي الأهالي في ذلك كما هو الحال في بعض الدول الاسكندنافية هو الحل الأمثل والا فانتظروا المزيد من القرارات المسلوقة والمعلبة الارتجالية (الانفعالية) ! لقد تم ابتعاث مئات الالوف من الطلاب لاكمال دراساتهم العليا في جميع انحاء العالم وحققوا النجاج وحصدوا التفوق اذا المشكلة ليس في المنهج (التعليم) بل في القائمين عليه ! يا ليتكم تتعلمون من تجربة التعليم في سنغافورة وماليزيا وتركيا وفنلدا (النهضة) ان كنتم صادقين بدلا من هذا الكم الهائل من القرارات المحكوم عليها بالفشل .
بقلم / فوزي محمد الاحمدي - تبوك
فوزي بن محمد الأحمدي

التعليم في مهب الريح… !!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/249912/