لقد أثار قرار وزير التعليم بإعفاء قائد مدرسة الرازي الابتدائية بتبوك يوم الجمعة الماضية إلى إستياء الكثير من المواطنين في المملكة , واكتسب تعاطف الجميع ، بل أصبح حديث المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي بل امتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ، إنه التصريح الذي أدلى به أمير منطقة تبوك خلال لقائه مع مدير التعليم بتبوك عندما صرح قائلا : بأن هذا الأمر تربوي يجب معالجته بطريقة وأسلوب تربوي , أما إذا كانت هناك مخالفات فيما حصل فهناك أنظمة تطبق في مثل هذه الحالات . كلام أمير المنطقة فيه تشخيص وتعليق على القرار بطريقة عقلانية بعيداً عن العاطفة (علم الإدارة) . الحقيقة أن هذا القرار المتسرع وبالطريقة التي صدر فيها قد حولت قائد المدرسة من موقع المفعول به (الضحية) إلى موقع الفاعل ( البطل) . ولا أبالغ إذا قلت أنه يستحق ذلك وعن جدارة أن يطلق عليه لقب ( بطل الأسبوع ) بدون منازع !
فقد استطاع أن يمتص زخم الهجمة (القرار) الظالم ويحوله إلى هجمة مرتدة استطاع من خلالها أن يحرز أكثر من هدف وأيضا إيصال أكثر من رسالة إلى كل من يهمه الأمر . لقد استطاع أن يسلط الضوء على الطريقة التي يتم فيها صنع واتخاذ القرارات في الوزارة (الدائرة المغلقة) ؟!
يخال إليك وأنت تتأمل السرعة التي تم فيها اتخاذ القرار عفوا (سلسلة من القرارات) وبالذات وفي يوم الجمعة (العطلة الرسمية) بأن هناك كارثة قد حلت في البلد !! حتى اتخاذ القرارات في الظروف الطارئة تحتاج الى مهارة وتكون فيها اللوائح والتعليمات هي (المرجعية) وتتطلب ايضا التأني والتريث واستعراض البدائل وفهم الواقع (الميدان) أما إن تكون الحالة النفسية “العاطفة” والعامل الاجتماعي والإعلامي (الضاغط) هي الدافع وراء ذلك فهذه هي والله الطامة الكبرى . اعتقد أن التراجع عن الخطأ فضيلة وبالتالي إلغاء القرار التعسفي الصادر بحق قائد المدرسة ورد الاعتبار إليه وإعادة التحقيق في الواقعة من أجل ليس إصدار العقوبات بل من أجل معالجة الظاهرة (الاجتماعية) أصلا والتي أصبحت عصية عن الحل وكان قائد المدرسة ضحية لها . وبالتالي نحن نناشد وزير التعليم بالتراجع عن هذا القرار وسوف تكون خطوة شجاعة تحسب له لا عليه وسوف تكون موضع تقدير واحترام من الجميع.
بقلم/ فوزي الأحمدي
2 pings