صدر قرار وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى بإنشاء إدارة الشؤون الصحية المدرسية وترتبط تنظيميا بوكيل الوزارة للشؤون المدرسية وفقا للدليل التنظيمي وإنشاء أقسام بإدارات التعليم في المناطق والمحافظات تحت مسمى قسم الشؤون الصحية المدرسية ترتبط تنظيميا بمساعد مدير عام التعليم للشؤون المدرسية في المنطقة أو المحافظة) , ويرتبط بها وحدتين هما البرامج الصحية المدرسية والخدمات الصحية المدرسية المساندة . وألزمت الوزارة مديري التعليم في المناطق والمحافظات بتخصيص مقر مناسب للعيادة المدرسية بتجهيزاته المكتبية . طبعا هذا سوف يترتب عليه ترهل اداري وأعباء مالية اضافية دون اي فائدة تذكر ! . لا اعرف اذا كانت العيادة المكتبة لا تحتاج الى اجهزة طبية تساعد في تشخيص المرض أم أن التشخيص يعود الى تقدير المرشد الصحي بناء على الخبرات التراكمية التي اكتسبها من الدورات التدريبية التي حصل عليها والتي لا تتجاوز أصابع اليدين ؟! وايضا هذه الاجهزة الطبية والتي لو افترضنا انه قد تم تأمينها الا تحتاج الى كوادر طبية متمكنة حتى يتم استخدامها على أكمل وجه ؟! حتى البرامج الصحية والمساندة تحتاج الى أن يكون على رأسها كوادر طبية متخصصة في الادارات التعليمية (خلفية طبية) , اما ان يتم تكليف (مشرف/ ــة) في الادارات التعليمية و(معلم / ــة) في المدارس اعتقد أن في هذا استهانة بصحة الطلاب والطالبات والكادر التعليمي والاداري ! صحة الطلاب والطالبات أمانة في أعناقنا جميعا وليست حقل تجارب ! الحقيقة ان الشؤون الصحية المدرسية بوضعها الحالي سوف تكون مجرد (ديكور) لن يشكل أي اضافة تذكر الى الصحة المدرسية , وان ما يصدر عنها من برامج وخدمات يجب ان يحذر منها الجميع لانها تصدر عن جهات غير مختصة وليس لها أي علاقة في الميدان الطبي . عندما تقوم بهدم بناء لا بد ان يكون هناك البديل المناسب ان لم يكن الأفضل ! نعم لقد كان هناك متسع من الوقت لدى وزارة التعليم للاستعداد الى مرحلة ما بعد دمج الوحدات الصحية في وزارة الصحة , لقد تم إنشاء البديل على عجل وتمثل في انشاء هياكل (عظمية) عفوا ادارية لا تعرف ابجديات الرعاية الصحية ! ان دمج الوحدات الصحية مع وزارة الصحة كان في الأصل قرارأ خاطئا ولم تكن وزارة الصحة مهيئة له وبالتالي كان الحل الأسلم في الغائها ! حقا فاقد الشيء لا يعطيه فالخدمات التي تقدمها وزارة الصحة لم تصل الى الحد الأدني المأمول فيه أصلا بل أن الوضع في مستشفيات وزارة الصحة غير لائق (هيئة مكافحة الفساد) ؟! اعتقد ان تفعيل دور الشؤون الصحية المدرسية في المتسقبل القريب يتمثل أولا في ان يكون المشرفين عليها في الادارات التعليمية أن لا يقل مؤهلهم العلمي عن البكالوريس (طبيب ــ ــة / عام) وفي المدارس او المكاتب الفرعية بكالوريس أودبلوم (ممرض ـ ــة) , ولا بد لها من ان تقوم بتقديم العديد من المبادرات النوعية وبالتنسيق مع المديرية العامة للشئون الصحية . مثلا قبل فترة اطلقت في الاردن مبادرة (عينك على سلامة بصرك) ولمدة اسبوعين حيث وجد ان 28% من طلاب المرحلة الاساسية يعانون من مشاكل بصرية دون علمهم وبما له من اثر سلبي على تحصيلهم العلمي , وبالتالي فان اطلاق مبادرة من قبل الشؤون الصحية المدرسية لفحص النظر قبل سن التاسعة يساعد وبسهولة على علاج المشاكل البصرية والشفاء التام منها اذا تم اكتشافها مبكرا . وهذا ينطبق على المشاكل السمعية , و (سرطان الثدي) البعبع الذي يخيف النساء وله ابعاد لها علاقة بالجانب الوراثي والسمنة والغذاء والتلوث بغض النظر عن السن ، وعلى ان ترتكز الحملة على كيفية (الفحص الذاتي ) للثدي في اسوأ الأحوال , هذه بعض من المبادرات التي يمكن لكل ادارة تعليمية ان تقوم بها في الوقت الحاضر .
بقلم / فوزي بن محمد الأحمدي - تبوك