قال وزيرالتعليم انه يتوقع ان تتوقف الوزارة عن طباعة الكتب الدراسية بعد حوالي عامين أو ثلاث , على أن يتم تطبيق المشروع الرقمي خلال السنة الأولى على 150 مدرسة , والسنة الثانية 1500 مدرسة ومن ثم يشمل في السنة الثالثة جميع مدارس المملكة , وايضا أن هناك توجه من قبل الوزارة لإنشاء مصنع للألواح الذكية (بوابة المستقبل) ! الحقيقة لا اعرف اذا كانت الفترة الزمنية القصيرة التي قضاها الوزير في الوزارة كافية لاطلاق العديد من المبادرات او المشاريع العملاقة خاصة وان الجيل الحالي الذي يتبوأ المناصب العليا في الوزارة غير تقني ! بدءا من مشروع التأمين الصحي الاختياري والذي اتوقع عدم نجاحه الا اذا تم تطبيقه اجباريا (بالعافية) وهذا هو المتوقع للأسف ! الى مشروع التعليم الرقمي الذكي (جدا) ؟! السؤال الذي يطرح نفسه من هي الشركة التي سوف تقوم بتقديم مصنع للألواح الذكية للوزارة على طبق من فضة ؟! في الوقت الذي يحتكر فيه الجميع هذه التقنية , بل وتجد التنافس على اشده بين الشركات العالمية بل وصل الى مرحلة الضرب من تحت الحزام ! وهل هذا المصنع قادر على تلبية احتياج اكثر من (40) ألف مدرسة وما يزيد عن (5,5) ملايين طالب وطالبة وأكثر من نصف مليون معلم ومعلمة وفي أقل من ثلاث سنوات وبنية تحتية (التقنية) ما زال ينقصها الكثير ؟! يقول بيل غيتس : هناك معلومة تتوالد في كل جزء من ستين جزء من الثانية , وان معظم المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية يعود تصميمها الى فترة الخمسينيات من القرن الماضي , ولم تعد تواكب ثورة المعلومات وكذلك المكتبات المدرسية . فلا مصنع الالواح المزمع اقامته ولا المدارس في وضعها الحالي قادرة وفي غضون 3 سنوات على استيعاب الثورة الرقمية المتسارعة أو حتى تأمين الحد الأدنى من متطلباتها . ان التحول الرقمي ليس مجرد قص ولصق للمناهج من الورقي الى الرقمي ، بل سوف يترتب على ذلك ابعاد كثيرة بدءا توفير من منهج يتسم بالمرونة والحيوية (عالم افتراضي) يتعلم فيه الطالب ذاتيا , وما يترتب على ذلك من انتقال المعلم من دور الملقن الى دور الموجه , الى اعادة النظر في المكتبات الورقية والتي تمر الآن بمرحلة الاحتضار (المكتبة الرقمية) , الى الاستعداد لمواجهة ما يترتب على ذلك اجتماعيا . كل ذلك سوف تترتب عليه تداعيات كبيرة سواء كان ذلك في الدور الذي تقوم به العديد من الادارات التعليمية أو الادارية من الغاء او دمج او استحداث , فالكل بحاجة الى دراسة والى اعادة تأهيل واعتقد ان الفترة الزمنية القصيرة ثلاث سنوات غير كافية على الاطلاق , واذا كان لا من ذلك فلنبدأ أولا من المرحلة الابتدائية (القاعدة) ثم يتم تقييم ذلك وتلافي الاخطاء ومن ثم ننطلق الى المرحلة المتوسطة ثم الثانوية . اما سياسة حرق المراحل فاعتقد بأنها سوف تترك وراءها (فراغات) من الصعوبة بمكان سدها .
بقلم / فوزي بن محمد الأحمدي
فوزي بن محمد الأحمدي

المناهج الرقمية والمخاطر المنتظرة ؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/246095/