نعيش في عصر سمته التطور التقني والمعلوماتي يصعب على الإنسان مواكبته ومجاراته ، حيث يخرج لنا في كل يوم جهاز أوبرنامج جديد أكثر سرعة ودقة وتميز من الذي قبله .
ومع هذا التطور والتقدم نادى بعض المهتمين بالشأن التعليمي بضرورة الإستفادة من التقنية وتوظيفها في تدريس المواد وخاصة مادة الرياضيات ، وذلك لعدة أمور منها ماتحتويه هذه التقنية من إمكانيات ومميزات تساعد على جذب انتباه الطالب للمادة العلمية ، وما توفره من فرصة للمحاكاة وإبراز المفهوم بشكل يستطيع الطالب من خلاله مشاهده هذا المفهوم كأنه حقيقة وواقع ، بالاضافة الى أن استعمال بعض البرمجيات يعطي الطالب الناتج بشكل دقيق وصحيح وغير ذلك من مميزات إستخدام التقنية في العملية التعليمية التي لا تخفى على القارئ الكريم . لكن ونحن نشاهد ضعف بعض الطلاب في المهارات الأساسية كالعمليات الأربع في الرياضيات ورسم الأشكال الهندسية وحل المعادلات وغيرها  ، يتبادر سؤال ماهي الحدود التعليمية المسموح فيهابإستخدام التقنية في تعليم الرياضيات ؟ والإجابة على هذا  السؤال  تحتاج إلى دراسات وأبحاث علمية تحدد ذلك .
ونحاول في هذا المقال تلمس بعض هذه الجوانب ومنها: يحتاج الطلاب -وخاصة طلاب التعليم العام -إلى الممارسة بأيديهم والإكثار من حل المسائل والتدريبات ، والتعلم من أخطائهم التي قد يقعون فيها ، تعتبر الرياضيات  علم مجرد ذو خصوصية يقوم على الأعداد والأرقام ويكمن جماله في إكتشاف المعادلات والقوانين وحلها والإغراق في إستخدام التقنية بدعوى تبسيط الرياضيات وتسهيلها على الطلاب قد يفقد المادة طبيعتها وجمالها ورونقها ، بعض المواقف في الحياة اليومية تحتاج إلى حضور الذهن وسرعة التفكير والإجابة وهذا قد لا يحصل عند الإكثار من إستخدام التقنية في الفصل حيث يجب أن تكون المدرسة بيئة مصغرة من الحياة اليومية التي يعيشها الطالب.
لذا يرى الكاتب الإقتصار في استخدام التقنية على توضيح المفاهيم الرياضية والنظريات الرياضية واستخدامها في توضيح تطبيقات الرياضيات في الحياة اليومية مع عدم إغفال أن يصاحب ذلك ممارسة  من قبل الطالب ، حتى يتعود على التفكير وحل المشكلات بنفسه .
وفي نهاية هذا المقال نؤكد على أنه لا يمكن الحكم على أي ممارسة تربوية أنها هي الصحيحة والسليمه وماعداها غير ذلك ، وإنما هي إجتهادات ورؤى الهدف منها خدمة الطالب والعملية التعليمية ككل .