حوالي 600 مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم 80 ٪ منهم في الدول النامية و (720) ألف معاق في السعودية (الشرق الأوسط ) . وإن كنت اعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير , لانه لا يمكن الحصول على احصائيات دقيقة لأن الكثير منهم لا يجرؤ على الاعتراف بذلك خشية من ردة فعل المجتمع الذي لا يرحم . هذه الشريحة من المجتمع لا يمكن الاستهانة بها اطلاقا . في العصر الحديث لا يمكن لأحد أن يدعي بانه قد اعطى المعاقين كامل حقوقهم سواء كان ذلك في الشرق أو الغرب . في الماضي كان من يحتقرهم يحمل لقب حكيم أو فيلسوف (آرسطو وافلاطون) ! بل تجد في العصر الحديث من الدول من كانت تقوم بالتخلص منهم على اساس انهم يشكلون عبئا كبيرا على المجتمع (المانيا النازية) . بل أن الحضارة الغربية في العصر الحديث والتي تتشدق بالحرية وحقوق الانسان والدفاع عن حقوق المعاقين وتقوم بسن القوانين التي تكفل لهم الحماية والرعاية , تجدها تقوم بالتخلص منهم على خطى هتلر ولكن من بوابة (الموت الرحيم) . حيث يترك للمعاق حرية الاختيار في اللجوء الى الانتحار للتخلص من حياته وتحت اشراف فريق من الأطباء الذين نزع الله الرحمة من قلوبهم . وفي المقابل تجد الاسلام قد اعلى من شان هذه الفئة في المجتمع , بل ومنحها العديد من المزايا والحقوق قال تعالى : {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَج} وقوله تعالى : {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ} . الصحابي الجليل عمرو بن الجموح والذي كان يعاني من عرج شديد في رجله يشارك في معركة احد حتى يستشهد رغم أن الله قد وضع عنه الجهاد . والرسول صلى الله عليه وسلم يولى الصحابي الجليل ابن ام مكتوم (الأعمى) ادارة المدينة في حال غيابه , بل ووجدوناه يشارك في الفتوحات الاسلامية . انها الثقة التي منحها الاسلام لهذه الفئة من المجتمع . في المقابل تجد وزارة التعليم والتي تقوم على تعليم وتربية وتنشئة الأجيال تجدها تشترط فيمن يتقدم لتولى المناصب الادارية والقيادية او حتى التعليمية (سلامة الحواس من العيوب وسلامة البدن من الاعاقات) ! هل هناك احتقار لهذه الفئة أكثر من ذلك ؟! ثم تجد الوزارة تحتفل في كل عام في اليوم العالمي واليوم الخليجي للمعاقين هل هذا معقول ؟! لا عرف اذا كان هؤلاء المعاقين الذين قاد البعض منهم شعوبا وقبائل وأقاموا دولا وامبراطوريات , ومنهم العلماء والمفكرين يعجزون عن ادارة مدرسة ؟ّ! ان اشد انواع الاعاقة هو عندما يتم تعطيل لغة العقل لدى أي أمة من الأمم قال تعالى : {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } . ان احترام المعاقين ليس احتفال يقام أو شعار يرفع او تلميع أو تسليط للأضواء أو صور تذكارية يتم التقاطها معهم ، ثم بعد ذلك ينفض السامر وكل يذهب الى حال سبيله , وكل سنة وانتم طيبين ولا عزاء الى كل المعاقين ! ان احترام المعاق يجب أن يكون منهج يدرس في التعليم , وسلوك في الشارع , وثقافة في المجتمع , ورسالة في الاعلام , ومساواة في الحقوق (التوظيف) . انظر الى كتب التراث والاعلام والسينما والمسرح الذي تجدها دائما تعج بالقصص والمشاهد والحكايات التي تحط من قدر المعاق وتجعله في موضع للسخرية والتندر . يجب أن تتم تنقية ذلك كله من هذه الشوائب , بل يجب دمجهم في مدارس التعليم العام والعالي حتى يعتاد المجتمع عليهم ويحسن التعامل معهم ونكسر حاجز الرهبة والخوف والانغلاق الذي يعاني منه المعاق في المجتمع . المعاق لا يريد من المجتمع ان يعطف عليه , فقط يريد الاحترام والتقدير وان تتاح له الفرصة . ايضا يجب ان تسن القوانين التي تجرم كل من يسيء اليهم سواء كان ذلك في القول او الفعل .
بقلم / فوزي بن محمد الأحمدي .
فوزي بن محمد الأحمدي

دور وزارة التعليم في احترام المعاق ؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/243667/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
2 pings