اعتمد وزير التعليم تنظيم حوافز معلمي ومعلمات الصفوف الأولية ( الأول الابتدائي ) والتي تضمنت العديد من اللاءات ( سبع شروط ) ! والتي وصلت الى حد حرمان المعلم من إجازته في نهاية كل فصل دراسي من نهاية الأسبوع الأول , إذا تجاوز غياب المعلم (بعذر) لأكثر من 5 أيام خلال الفصل الدراسي ؟! الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان , وكل ما في الوجود من الخير والشر هو بتقدير من الله سبحانه وتعالى ومشيئته , ولكن يبدو أن وزارة التعليم بعدم قبولها أي مبرر للغياب وكأنها تحمل المعلم مسئولية ذلك . والذي لا حول ولا قوة له ولسان حاله يقول : وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا ! لا أعرف إذا كانت هناك أي ديانة سماوية أو وضعية أو حتى أي منظمة إنسانية في العالم تحمل الإنسان مسئوليتة عن القضاء والقدر الذي يحل به , مثل الزواج والمرض أو الموت أو الوضع (الفرح والترح) . يعني يتم معاقبة المعلم على الغياب بعذر على الرغم من أن وزارة الخدمة المدنية قد شرعنت له ذلك , ووضعت بل وضعت العديد من اللوائح التي تنظم ذلك , وهي جزء لا يتجزأ من حقوق الموظف . والحقيقة أن وضع العديد من الشروط واللاءات من قبل بعض الجهات هو نوع من الالتفاف حول هذه الحقوق في محاولة لحرمان الموظف منها والتي اكتسبها الموظف بقوة النظام . لا أظن أن أحدا من هؤلاء الذين وضعوا هذه الشروط التعجيزية قد مارس مهنة التدريس في الصفوف الدنيا وبالذات الصف الأول الابتدائي ؟! حتى يعلموا حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء المعلمين وإلا لما أقدموا على وضع هذا النوع من الشروط الغير واقعية , . يا سادة يا كرام 90% من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبعة الأولى من عمره (علم النفس) , و 90% من المهارات التي يتعلمها الطفل تكون في تلك السن , وهي من أهم سنوات عمر الإنسان على الاطلاق . بل أنه في سن السابعة ينمو حجم الدماغ بما يعادل 90% من حجم الدماغ عند الإنسان البالغ (علم الطب) . بل أن عدد الكلمات التي يعرفها الطالب في الصف الأول الابتدائي تتجاوز 20 ألف كلمة (معجم صغير) ! في هذه السن يلتحق الطفل وهو مادة (خام) , يستقبل كل ما يرسل اليه من معلومات ويتقبلها كحقائق لا تقبل النقاش (مسلمات) . هذا الكم الهائل من المعلومات والمهارات والتي تعادل 90% مما يتلقاه الإنسان طوال حياته , يقع العبء الأكبر في إيصاله إلى هذا الطفل (الصف الأول الابتدائي) على عاتق هذا المعلم (الجندي المجهول) . لذلك تحرص الدول المتقدمة على أن يتم اختيار (الصفوة) من المعلمين للتدريس في هذه المرحلة , بل والبعض من هذه الدول يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير , ويطالب أن يكون التدريس في هذه المرحلة حصرا على من يحملون المؤهلات العليا (الماجستير والدكتورة) . وتقوم بمنحهم العديد من المزايا (الحوافز) بدون شرط أو قيد . ونحن للأسف نتفنن في التضييق عليهم بل وفي وضع العراقيل في طريقهم . تحت مسمى (الدعم والحوافز) وانطلاقا من ( أهمية المرحلة التي تمثل الركيزة الأساسية في التعليم ) !! أتمنى من وزارة التعليم أن تتراجع عن هذه الشروط واللاءات كما تراجعت في الماضي عن العديد من القرارات (الاعتراف بالخطأ فضيلة) ! فما بالكم إذا كان يمس حياة أهم شريحة في قطاع التعليم والتي تتولى بناء (الأساس) الذي يقام عليه البنيان . وحتى لا تتحول هذه المرحلة الى بيئة طاردة للكفاءات .
بقلم / فوزي بن محمد الأحمدي - تبوك
3 pings