الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، الحمد لله الذي أقسم بقضية العلم والتعليم فقال سبحانه وتعالى:
(( نْ * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون)) "القلم:1".
فبالقلم وبالكتابة كان العلم ويكون، وأصلي وأسلم على المعلم الأول محمد بن عبد الله، وأن يحفظ المعلم والطالب بحفظه، ويكلؤهم برعايته، ليتخرج لنا جيلٌ مسلمٌ متعلم، وبالعلم ينجلي الظلام، ويذهب الجهل، وتزدهر الحضارة، وترتقي المدنية إلى القمم السامقة
مهنة التعليم لا تُساويها مهنة في الفضل والرِّفعة، ووظيفة المعلِّم من أشرف الوظائف وأعلاها، وكلما كانت المادة العلميَّة أشرف وأنفع، ارتَفع صاحبُها شرفًا ورِفعةً
فللمعلم دور ملحوظ في التأثير على الفرد أو المجتمع ، مما جعل الانتماء لهذه المهنة شرف كبير لحامله. لا يخفى على أحد من التربويين أهمية المعلم في العملية التعليمية .
فهو الركن الثاني أو المقوم الثاني للتربية بعد المادة العلمية وهو ركن في غاية الأهمية.
فهو الواسطة الضرورية لنقل العلم إلى عقل المتعلم و قلبه ويجب أن يتحلي المعلم بالأخلاق الفاضلة أمر واجب و ضرورة شرعية من جانبين
أ. فلا يمكن تصور المعلم بدون أخلاق، إذ كيف يستقيم الحديث عن تشبع المتعلمين بالقيم الايجابية ومعلمهم فاقد إليها؟
ب. ولا يمكن بناء علاقات تربوية سليمة بين المعلم والمتعلمين في غياب المعلم القدوة المتخلق بأخلاق العلم
ومن أخلاقيات المعلم نذكر
الإخلاص في التعليم لخدمة الدين والوطن والأمة البشرية
إن من شأن هذا الخلق أن يدفع المعلم إلى تحمل كل معاناة الحياة في سبيل التعليم، وفي سبيل بناء الأجيال وتربيتهم بما يخدم الصالح العام
الصدق والأمانة
ويقتضي هذا الخلق اصطلاح المعلم بمهمته على أحسن وجه وأكمل صورة بعيدا عن كل إهمال في وظيفته التربوية
الالتزام بخلق الحوار وتغليبه في مناقشة المتعلمين، والابتعاد عن كل أشكال التسلط والقهر
الصبر والحلم والتأني
ويستوجب هذا الصبر على المتعلمين على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم الاجتماعية، والصبر لمعاناة التدريس والصبر لزملائه التربويين والإداريين وأولياء أمور المتعلمين
وأعتقد أن معلما هذه بعض أخلاقه، لن يكون إلا إيجابيا في تعامله مع تلاميذه داخل فصله، وقدوة لهم خارجه، مما يسعف في بناء علاقات تربوية سليمة داخل المؤسسات التربوية.
محاور المعلم الإيجابي
أولا: إيجابية المعلم نحو نفسه: يشمل تطويره لذاته بكافة الوسائل كالدراسة النظامية والقراءة وحضور الندوات والدورات وورش العمل. وكذلك استمرارية الحديث الإيجابي والتفكير الإيجابي لينعكس سلوكا إيجابيا في واقع حياته الشخصية والعملية، والبعد عن المؤثرات السلبية التي تنمي التفكير السلبي والسلوك السلبي والهيمنة السلبية على واقعه بأكمله
ثانيا: إيجابية المعلم نحو عمله: يشمل تقيده بأوقات العمل، والبعد عن الكسل، والتزامه بجودة العمل وإتقانه، والتخطيط الجيد والتنفيذ الملائم، والحفاظ على الممتلكات ووسائل العمل، والتعامل الحسن مع الزملاء والمديرين
ثالثا: إيجابية المعلم نحو طلابه: تواصله معهم والاستماع إليهم، وتقبل اختلاف مستوياتهم، وتنوع أمزجتهم، وتعدد سلوكياتهم، والحرص على تربيتهم وتعليمهم بأحسن الطرق والوسائل، وتقديم النصح لهم، وتشجيعهم على التعلم وتعزيزهم، وتهيئة بيئة آمنة تشعر المتعلم بالاطمئنان
رابعا: إيجابية المعلم نحو مجتمعه ومشاركته في صنع حاضر ومستقبل وطنه.