إن المعلم في كل أمة شأنه عظيم، ودوره كبير ورسالته نبيلة، وإنجازه يسر، وتقصيره يضر، وشخصه قدوة، فبقدر كفاءة المعلم تكون كفاءة المتعلم، فهو مربي أجيالها، وأمين عقول أبنائها، وباني نهضتها، وصانع مستقبلها، يضع كلتا يديه سلمًا لطلاب المعالي، ليعبروا من خلالها إلى آفاق المستقبل الرحب، ليتمكنوا من بناء مجد أمتهم .
****
إن البنـــاء إذا تعاظـم شــأنه
أضحى يدل على عظيم الباني
***
إنه دائم التفكير والعمل لمصلحة أمته، يقضي حياته محاربًا للجهل، مقوِّمًا للإنحراف، معززًا للقيم، باعثًا للهمم نحو العلا، كالسراج يشع نورًا.
يرشد الحائر إلى مسالك النجاح، ويحنو على الخائف ليبلغه منازل الأمن والأمان، ويأخذ بيد المقصر إلى سبل التفوق والتألق، ويرعى المتميز والموهوب ليبلغا شأوهما، وتتجلى اكتشافاتهما واختراعاتهما.
إنه قائد أمة، وأمين عقل، ومربي جيل، وصانع مستقبل، كاد أن يكون رسولا.
بيده مفتاح العلوم، وبأسلوبه يزكو الطلب، وبنظراته ينقدح الطموح، وبتوجيهاته يُنار الدرب، وبرعايته تتجلى المواهب، إنه معلم الناس الخير.
اخي المعلم مادام الأمر كذلك، فحري بك أن تشمر عن ساعديك، وأن تقدح زناد الفكر، وأن تعقد العزم على الإخلاص والإتقان، لتبني وطنًا قويًا بعقيدته، وبمقدراته وبكل مقوِّماته، لتصنع مستقبل أمتك الوضاء، وتضعها في مكانها اللائق بها بين الأمم.
فاليوم لا وجود للأمم الضعيفة، ولا سبيل الى امتلاك أسباب القوة إلا بالعلم، وأنت ربان سفينته، فإذا تخليت عن دورك الريادي ورسالتك النبيلة أو ضعفت، أغرقت السفينة وأغرقت الأمة في بحور من الجهل، بل محيطات من الجهل والضعف ... وهذا ما كنا منه نحاذر وإلى ضده نبادر.
فهنيئًا لك أيها المعلم بهذه المكانة السامية، والأمانة الجسيمة، التي لا يرومها إلا الأقوياء الأمناء المبادرين، الذين لا يعرف الكسل اليهم طريقًأ، ولا الملل اليهم سبيلًا، ولا الحُمْق إليهم مدخلًا.
إن المعلم يستحق من الثناء أوفره، ومن الاحترام أجزله، ومن الدعاء أخلصه، ومن الاهتمام أكمله، فالمجتمعات المدركة لقيمة المعلم وعظم مكانته، تضعه في المكانة اللائقة به، وتعطيه الثقة الكاملة، وتبادر الى تهيئة البيئة التي تمكنه من أداء مهمته الجسيمة، بكفاءة عالية، وتمنحه الحوافز المادية والمعنوية تقديرًا لدوره العظيم كاد المعلم أن يكون رسولا.
بقلم/ حامد جابر السلمي
مدير عام التربية والتعليم
بمنطقة مكة المكرمة ( سابقًا )
ت/ 0503639789
حرر في/ 26-2-1438هـ