أهم ما يحتاجه الأبناء في الحياة هو تعلم القرآن؛ فإذا علَّمت ابنك القرآن، فقد علمته منهج الحياة الحقيقية؛ لأن القرآن منهج وطريقة ومشروع حياة، وطُهر وشِفاء وغذاء للروح، ومحلٌّ للعِظَة والعبرة، فتدبُّر القرآن يقودهم لتحمل المسؤولية، ومن ثَم الوصول للنجاح، وصناعة المستقبل، وتحقيق الطموحات، وبلوغ الغايات.
يقول علي الطنطاوي:
(وإننا نتساءل: ما المشكلة لو تحمَّل صغيرنا المسؤولية ليشتد عُودُه ويصبح قادرًا على مواجهة مسؤولياته وحده؟ ماذا لو عمل وأنجز؟ وشعر بالمعاناة وتألم؟ فالدنيا دار كد وكدر، ولا مفرَّ من الشقاء فيها ليفوز وينجح).
قال الله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46].
الأبناء وتربيتهم أمانة بين أيدينا؛ فلا بد من تربيتهم على المسؤولية؛ فهم زينة الحياة، فبدونهم تتحول الحياة إلى تعاسة؛ ولذلك نسعى دائمًا لتوفير الحياة المرفهة لهم، ونوفر لهم كافة أسباب الراحة والسعادة، فلا نريد لهم أن يعيشوا حياة القسوة والتعب، والشِّدَّة والهم والألم.
فلا بد على كل أبٍ وأم أن يبذلا أقصى جهدهما في تربية أبنائهم، من خلال التوجيه والإرشاد، وتعليمهم الطريق الصحيح، فتأملوا قصة ابن سيدنا نوح، عندما بذل نوحٌ كل طاقاته وأوقاته وأيامه ليركب ابنه معه في سفينة النجاة؛ قال تعالى على لسان نوح: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].
فهنا إشارة إلى أن نوحًا من خلال التوجيه لابنه والإرشاد أراد له المشيَ على الأرض المستوية، الخالية من الفيضانات.
أيضًا لا بد أن تجاهد في بناءِ شخصيات ناجحة لأبنائِك ؛ كي تعزز سلوكياتهم وتطوِّرها للإيجابِ؛ فالابن لا يخرج للحياة وهو يعلم كل شيء؛ ولهذا علِّموا أولادكم التعاون وتحمُّل المسؤولية.
بقلم الطالبة : نوال علي عبدالله القرني
متوسطة وثانوية نخال