في نظري أن الفرصة أتت للمناهج من باب واسع وعريض، ومن ذراع داعم، يمثل نقطة تحول وفرصة لايقابلها أي تهديد.
تحليل سوات ( SWOT Analysis ) دائما يبحث عن نقاط القوة والضعف والفرص والمهدادات، والمناهج الآن لديها موعد مع عصر ذهبي زاهر- بإذن الله - يتكئ على الرؤية الوطنية ٢٠٣٠.
السؤال الرئيس في مقالنا اليوم، ما مدى ملائمة مناهجنا للرؤية الوطنية ٢٠٣٠؟
وهل تستطيع المناهج أن تواكبها؟
وما مدى رضانا عن مخرجات تلك المناهج؟ ورضا سوق العمل؟
وهل ستحقق المناهج بوضعها الحالي أهداف الرؤية الوطنية ٢٠٣٠؟
الحقيقة إن الإجابة على هذه الأسئلة ليست بالأمر اليسير، لكنها في نفس الوقت ليست بالأمر الصعب، ففي ظل الدعم المقدم، والوضوح في وثيقة الرؤية، والخبرات المتوفرة، يكون الجواب أنه بالأمكان الإجابة على ذلك.
أن أولى المهام العليا والكبرى في نظري سرعة مدارسة ومراجعة الأهداف العليا لسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، تلك الغايات والمقاصد والأهداف الطويلة المدى، التي يجب أن يعاد صياغتها ومواءمتها مع الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ فيجب أن تتسق وتتكامل معها في اتجاه وقالب واحد معزز بدوافع الرؤية ومنطلقاتها وأسس بناؤها، ومعرفة ماذا نريد لطلابنا؟ وماذا نريد لوطننا؟
وثاني المهام في نظري كي نجيب على تلك الأسئلة سرعة تحليل الوثيقة (وثيقة الرؤية الوطنية ٢٠٣٠) وتحويلها إلى مصفوفة معيارية متتابعة متماسكة البنيان، قابلة للتحقيق من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية، وإيجاد منظومة فاعلة لقياس وتقويم تلك المصفوفة عبر بناء مجموعة من المؤشرات المتدرجة للتحقق من تمثيلها التام للرؤية.
ثم سرعة مسح المناهج والكتب المدرسية في جميع المراحل الدراسية، وكذلك مراجع المرحلة الجامعية في ضوء معيارية المصفوفة، للتأكد من محتواها المتوفر؛ وما يمكن أن يضاف عليها لتحقق تلك الرؤية الحالمة لبلادنا الغالية.
وثالث المهام صياغة الوثائق المرشدة والأدلة المساعدة في ضوء تلك المصفوفة الكبرى، بحيث لاتنطلق عمليات صناعة الكتاب المدرسي في التعليم العام على سبيل المثال، إلا بعد إكتمالها والتأكد من مناسبتها وجاهزينها، وعرضها على بيوت الخبرة الأقسام الأكاديمية في الجامعات السعودية حيث تحكم ويتم التأكد منها ومن صلاحتيها.
ورابع تلك المهام إيجاد المنتجات التعليمية الإثرائية لتلك الكتب المدرسية، والبيئات المشجعة، والأنشطة الداعمة لها.
إن كل ماتقدم يحتاج إلى تظافر الجهود بين كافة أفراد المجتمع، في وطننا العزيز، تظافرًا يحقق الإعمار والنهضة والأهداف المنشودة والعيش الرغيد والسعادة المرجوة.
ويبقى الأمل يحدونا جميعًا لبناء وطن قوي متماسك البنيان، وتعليم فاعل قائم على أدوات المعرفة الحديثة، وللحديث صلة.
6 pings