وظيفة الدعوة وما يجب على الداعية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
إن وظيفة الدعوة إلى الله عز وجل من أشرف الوظائف وأعلاها، وسنسأل عنها يوم القيامة، إذا كان الإسلام شرفاً للمسلم فإن هذا الشرف سيسأل عنه: )وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ( ولا شك أن من أهم عوامل نجاح الداعية : الخلق الحسن، والله سبحانه وتعالى قد خص آياتٍ في كتابه بحمل أخلاق عظيمة، ذكرها سبحانه وتعالى في محكم تنزيله لتدل على عظمة الخُلُق.
يجب على الداعية أن يحرص على هداية من يدعوه فقد قال الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسم ) لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (وفي الحديث {اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب}{اللهم اهد دوساً وائت بهم} {اللهم اهد أم أبي هريرة}
سعي الداعية إلى الاستفادة من غيره، كلٌ فيما يحسنه؛ وفي السنة نجد النبي e يستأجر في طريق الهجرة رجلاً من بني الديل هادياً خريتاً، ويبعث عبد الله بن أبي حدرد عيناً، ويقول لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم {لو اجتمعتما على رأي ما خالفتكما}
استخدام كل وسيلة في بيان الحق وإيصال الدعوة )ق قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (
فالداعية الموفق يبحث دائمًا عن كل سبيل ووسيلة يستهوي بها قلوب المدعوين، ويستميل بها عقولهم وعواطفهم، ويجتذب بها انتباههم؛ نصرة لدعوته، ورغبة في استقطاب أكبر عدد إليها.
ومن أهم وسائل الداعية في استمالة عقول وقلوب وعواطف المستمعين إخراج الحديث عن الجفاف، وتجنيب مجلسه الجمود، والبعد بموعظته عن أن تكون باهتة وللوصول إلى استجلاب الناس ودعوتهم.