صبح الإسراف في مجتمعنا ظاهرة، بل هو أكثر من ظاهرة، أصبح عادة وسجية ينشأ عليها الصغير ولا يستغربها الكبير ، فالإسراف فعلٌ يبغضه الرَّب - جلَّ وعلا - وتصرُّفٌ يذمُّه المولى - سبحانه - يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (الأعراف: 31) فالإسراف مرتبطٌ بمختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية ؛ كما أن له صوراً عديدة وأشكالاً مُختلفة ، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من المفاسد الدينية والدنيوية التي تُدّمر المجتمعات ، وتقضي على الأخلاق ، وتعبث بالاقتصاد ، وتؤدي إلى الكثير من المضار والآثار السيئة التي يأتي من أعظمها أن الله تعالى لا يُحب المسرفين ، وأن الإسراف سلكٌ خاطئ ، وتصرف غير سوي . فلقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على عدم التبذير والاسراف ووضح لنا ان المبذرين هم أخوان الشياطين قال تعالى :﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) (الإسراء: 26 – 27)
فالواجب على المسلم الحرص قدرَ الإمكان على النعم وعدم الإسراف بها فالمال من نعم الله على العباد ، التي يجب الحفاظ عليها حتى لانُحرم منها .
اللهم اهدنا واهدِ بنا، وأصلحنا وأصلح بنا، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها..وصلى الله على الرسول الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.