الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين ، ومفزعاً للخائفين ، ونوراً للمستوحشين ، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين ، وسيد الراكعين والساجدين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين ، وتجارة المؤمنين ، وعمل الفائزين ، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم ، فيشكون إليه أحوالهم ، ويسألونه من فضله.
قيام الليل سُنة مؤكدة , تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه, ببيان عظيم شأنه ، وجزالة الثواب عليه . وقد حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه في أحاديث كثيرة ، فمن ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم : (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ ) . رواه الترمذي (3549) وحسنه الألباني في إرواء الغليل (452) .
ولقيام الليل فضائل عديدة وعلى سبيل الذكر : زيادة شرف المؤمن ورفع قدره عند الله وهي من أعظم الأعمال التي يثاب عليها المؤمن بثواب لا تعلم مدى عظمته ولا روعته , كما أن لقيام الليل أثر عظيم في إسدال الرضا والطمأنينة على قلب المؤمن،كما في قوله عز وجل :(ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى(.
كما ان قيام الليل من أعظم القربات إلى الله؛ فالعبد عند القيام يختلي بربه ويتصل به بعيدا عن أعين الناس فيبثه همومه ويسأله حوائجه ليجد الله خير مجيب له.
كل تلك الفضائل تدعونا وبشكل علني إلى أن نسلك هذا الدرب ونجعله نهجنا لنحظى بخير الجنان عند مولانا.