الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
مهندسنا كان غيوراً على جناب التوحيد موحداً حق التوحيد
إذا غاب ..ُفقد لدوره المميز وإمكاناته التي لا يستهان بها
حباه الله قدرةً على أن يرى الماء في تخوم الأرض ويعرف كم مساحة بعده من وجه الأرض.
جمع الملك جنوده فلم يره بين جنوده فتوعد بتعذيبه عذابا شديدا أو بذبحه.
ولعدل الملك استثنى بان لا يوقع العقاب عليه إذا اتاه بعذر واضح بين.
فمن يكون هذا المهندس ومن هو الملك يا تُرى ؟
إنه الهدهد الموحد .. هدد سليمان عليه السلام
كان الهدد مهندسا ، يدل سليمان عليه السلام على الماء فهو يرى الماء في تخوم الأرض كما يرى الإنسان الشيء الظاهر على وجه الأرض فإذا دلهم عليه أمر سليمان عليه السلام الجان فحفروا له ذلك المكان.
غاب زمانا يسيرا ثم جاء وقال لسليمان كما قال الله ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) أحطت بما لم تطلع عليه أنت ولا جنودك وجئتك من سبأ بخبر صدق حق يقين.
ما هو هذا الخبر؟
قال الله على لسانه ( إني وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم )
إلى الآن الخبر طبيعي انها ملكه اليمن بلقيس ، أوتيت من كل شيء من متاع الدنيا،ولها عرش عظيم يعني سرير تجلس عليه هائل مزخرف بالذهب وأنواع الجواهر واللآلئ.
ولكن الخطب العظيم والأمر الجلل في بقية الخبر ألا وهو ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم )
إنهم يشركون مع الله أحدا غيره وهو ما لا يمكن السكوت عليه وهو قطعا أمر جلل أوقد نار الغيرة على التوحيد في نفس الهدهد فأنكر سجودهم للشمس من دون الله وإتباعهم للشيطان الذي زين لهم أعمالهم فصدهم عن طريق الحق (( فهم لا يهتدون )) ولا يعرفون سبيل الحق التي هي إخلاص السجود لله وحده دون ما سواه لا لنبي مرسل ولا ملك مقرب.
فالله سبحانه وتعالى يعلم كل خبيئة في السماء والأرض وما جعل فيهما من الأرزاق : المطر من السماء والنبات من الأرض .
ويعلم سبحانه ما يخفيه العباد وما يعلنونه من الأقوال والأفعال.
فالله سبحانه هو المدعو الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم الذي ليس في المخلوقات أعظم منه .
ولما كان الهدهد داعياً إلى الخير، وعبادة الله وحده والسجود له ، نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله كما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب : النملة والنحلة والهدهد والصُرد. وإسناده صحيح .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.