إن من أعظم ما يرزق العبد به بعد نعمة الهداية للدين الحق أن ينعم الله عليه بذرية صالحة, تكون له قرة عين في الحياة الدنيا , كما قال تعالى :" والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" الفرقان/74 , وتكون له عملاً صالحاً مستمراً بعد مماته ’ كما قال صلى الله عليه وسلم :(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث, صدقة جارية, أو عمل ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
وهذه الذرية الصالحة لا تأتي الا بتوفيق من الله ثم بتربية صالحة على قيم الإسلام ومبادئه العظام , وهي أعظم مايقربه الوالد لولده , وإن من الأخلاق الاسلامية العظيمة التي ينبغي ان نربي عليها أبنائنا خلق الايثار , الذي أثنى الله على من اتصف به في كتابه الكريم وكفى بثنائه – سبحانه – مدحاً , فقال سبحانه :" والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون"
ففي هذه الآية الكريمة يثني الله سبحانه على الانصار بانهم يؤثرون على انفسهم حتى وهم في اشد الحاجة.
نسال الله أن يقر أعيننا بصلاح ذرياتنا وان يعيننا على تربيتهم تربية صالحة وينفعنا برهم في الدنيا والاخرة.