عندما تتهادى الفلك في البحر في أمن ودعة، وتنقاد الأيدي الكادحة لأمر رُبانها، ويتعاون أفرادها على الخير ودحر الشر ... حتما ستسير في طريقها بسلام، وتنجو بإذن الله تعالى.
وتخيّل –أخي القارئ- المكان نفسه وقد انقلب فيه الوضع ، حيث يتقاعس الركاب عن أعمالهم، و يخطئ المخطئ فلا يرى سوى أعين تتغاضى عنه، فتكبر عليه نفسه، ويرى الباطل حقا، فيغوي غيره، وعندها تحل الكارثة. (فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) رواه البخاري.
أخي القارئ...إن قيامك بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن يبدأ من يقينك بوجوبه على الأمة التي هي خير الأمم، وأن رسولنا الكريم قد شدّد على القيام به دون أن يستثني أحدا ، كل حسب استطاعته بيده أو بلسانه أو قلبه وذلك أضعف الإيمان.
أخي القارئ... لا تستسلم للأوهام والشبه التي قد يعارضك بها الناس ، كمن ينادي بالحريات الشخصية أو يردد : أنا أمثل نفسي، أو عليكم أنفسكم أو.... فكلها من مسالك الشيطان ولا يزيل دخانها سوى العلم؛ فاحمل وأنت في طريقك العلم زادا ، والصبر سلاحا، والإخلاص قبل ذلك عدة وعتادا، واتخذ من الرفق والحكمة مطية تصل لما تريد.
أخي القارئ... المنكر في المجتمع كالداء ، إن لم يُبصّر به أولا ، ويُتقى ثانيا، ويُعالج إن وقع ثالثا فسوف ينتشر ويعم جميع الأفراد، ويطغى الباطل ، ويتوارى أهل الحق ، وتعم الفوضى ، ويلتبس الأمر على الناس وعندها تقع الفتنة .( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) الأنفال 25
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سفينة نجاتنا على هذه الحياة المليئة بالملهيات.