من أعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها المسلم لخالقه - سبحانه وتعالى - المحافظة على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، ثم المحافظة على النوافل والمواظبة عليها لإكمال ما في الفريضة من نقص وخلل، وزيادة في الثواب والحسنات، فقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على شرعية الرواتب بعد الصلوات ، وفيها فوائد كثيرة منها ، أنها مما تُنال به محبة الله وأنها مما يُسد بها خلل ونقص الصلاة المفروضة .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يومه وليلته بني له بهن بيت في الجنة ، فالسنن الرواتب غير واجبة إجماعاً، ولا يأثم المسلم بتركها، ولكن الحفاظ عليها من أهم الأمور، لما فيها من جبر نقص الفرائض، ولما لها من عظيم الأجر، فلا ينبغي لمسلم تمكن من فعلها أن يفرط في أدائها، وعدد السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة وتكون كالاتي ( ركعتين قبل صلاة الفجر ، و أربع ركعات قبل صلاة الظهر تكون منفصلة ، وركعتين بعد الظهر ، وركعتين بعد صلاة المغرب ، وركعتين بعد صلاة العشاء ، وأفضل السنن الرواتب هي ركعتا الفجر .
فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، أن جعل لكل نوع من أنواع الفريضة تطوعاً يشبهه، فالصلاة لها تطوع يشبهها من الصلوات، والزكاة لها تطوع يشبهها من الصدقات، فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، ليزدادوا ثواباً وقرباً إلى الله تعالى، وليرقعوا الخلل الحاصل في الفرائض، فيجب الحرص عليها وعدم التفريط بها ، فإن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول والصدق في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.