النميمة مرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب وآفات اللسان وأدواء المجتمعات ، و هي نقل الحديث على وجه السعاية و الإفساد لإيقاع الفتنة بين شخصين أو أكثر ، و هي من الآثام الكبيرة و المعاصي العظيمة ، وَ ضِدُّها صَوْنُ الْحَدِيثِ .
فقد ذَمَّ الله عَزَّ و جَلَّ النميمة و فاعلها حيث قال : ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ فالنّميمة هي أن تسعى بين النّاس بالوقيعة بنشر الكلام ، فتنقل كلام فلانٍ عن فلان فإذا وصل للإنسان ما يسوؤه غضب وربما حصلت بينه وبين أخيه المشاكل والشّحناء ، فالنّميمة هي الفتنة وهي أشد من القتل ، والنّميمة من آفات اللسان وأنّها تودي بصاحبها إلى النّار ففي الحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهل يكبّ النّاس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم صدق رسول الله .
فالنمام ينبغي أن يُبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته، لأنّه لا يخاف الله ولا يحافظ على أعراض المسلمين، يحب الفرقة ويزرع الشتات ، فلا تدع النمام يلوث مجلسك ويدنس سمعك بالذنوب والمعاصي، بل كن آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وازجره شر زجرة وابن له قبيح فعله وسوء صنيعه، ولا تصغ له سمعك وابرأ إلى الله من فعله .
حفظ الله ألسنتنا ومسامعنا وأبصارنا.