إنّ الجنة هي سلعة الله الغالية التي عَرْضُها السماوات والأرض، وهي التي لا يفوز بها إلا المؤمنون الموحدون، الذين آمنوا بربهم، وعبدوه حق عبادته، ولم يشركوا في عبادته شيئًا، والذين عملوا صالحًا في حياتهم الدنيا، واستعدوا للقاء ربهم في الآخرة.
فالواجب على المؤمن أن يهتم بهذا الأمر, وأن يعنى بصفات أهل الجنة وأهم شيء أداء الواجبات وترك المحارم, فيعتني بأداء فرائض الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله, هذا هو السبب الذي جعله الله موصلاً للجنة بفضله ورحمته.
ومن وصف الجنة أن الجنة محاطة بثمانية أبواب ومقسمة إلى مائة درجة يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم عنها ( في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين الأرض والسماء والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش) وعن بناء الجنة يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من دخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم) ويوجد في الجنة كثير من الأنهار منها ما هو من ماء ومن لبن ومن خمر (يختلف عن خمر الدنيا) ومن عسل لقول القرآن : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ) ومنها نهر من مسك وهو نهر الكوثر لقول النبي ( دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجري فيه فإذا هو مسك أذفر قلت يا جبريل ما هذا قال هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل )
نعيم الجنة لا يُعد و لا يُحصَى ، و كرمُ الله لعباده المؤمنين في الجنة لا ينتهي ، فاسعَ في دنياك إلى الجنة ، جاهدْ نفسك ، ذكّرْ نفسك بأن الجنة غاليةٌ جداً و لا تعوّض بزيف الدُنيا الفاني .