للصدقة شأن عظيم في الإسلام، فهي من أوضح الدلالات، وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق؛ وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، فالصدقة لا تختص فقط ببذل المال وإنفاقه على المحتاجين، بل هي تشمل كل أعمال البر والمعروف التي يقوم بها المسلم، سواءً أكانت إنفاقًا من ماله على المحتاجين، أو أمرًا بالمعروف، أو نهيًا عن المنكر، أو صلةً للأرحام، أو برًا للوالدين، أو إماطةً للأذى عن الطريق، أو كلمةً طيبة، أو غير ذلك، فكل هذه الأمور تدخل في باب الصدقات ، فالصدقة تطفىء غضب الرب وتنجي بإذن الله من المهالك وترد البلايا وتبارك في العمر وربما صدقة تصدّ بإذن الله مصائب كبيرة، فلا نستهين بأمر الصدقة ولو كانت قليلة، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فلقد وعد سبحانه - وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد - بالإخلاف على من أنفق في سبيله ، فقال سبحانه : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ39 ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة )245
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير