نمط الحياة الذي نعيشه تفرضه علينا أحياناً ثقافة المجتمع و التغيرات التي تطرأ عليه ، وكلما كنّا غير فاعلين فإننا نسير مع الركب لا موجهين له ، فنمارس طقوساً و عاداتٍ مختلفة كالعادات الصحية السيئة التي نتبعها ببرامج حمية مهلكة أو نصطف طوابيراً في عيادات قص المعدة ، نستعرض حياتنا الخاصة في كافة وسائل التواصل الاجتماعي ثم نصطف طوابيراً عند الرقاة و المشائخ ومنهم الخير ومنهم دون ذلك حتى أنها أصبحت أسهل الطرق للرقاة للحصول على زوجة .ما نراه في السابق مستنكراً أو معيباً نراه اليوم شهرة و مكانة و رفعة ، مقاطع لا تمت لأخلاقنا ولا لقيمنا وتصل لأعلى نسبة مشاهدة و إعجاب و يكافئ أصحابها ويصبحوا من المشاهير الذين نصطف طوابيراً لأخذ تواقيعهم أو التصوير معهم ، وهلمّ جرًّا في الاصطفاف في طوابير الحصول على أحدث جهاز أو حضور مباراة كرة قدم أو حتى طوابيراً للتعليق على تغريدةٍ لأحد حثالة الفن الهابط أو رجل متهالك متفيهق أو صغير بزغ نجمه وهو إلى أُفول .أين نحن من طوابير العلم و الاختراعات و الأبحاث ؟ مع إيماننا بوجود نخبة في هذه المجالات ولكن للأسف لا تُعطى حقها في الظهور و الحضور الإعلامي كنُخب فقاعات الصابون .أين نحن من قضايا أمتنا وقضايا وطننا و همومه ؟أين نحن من جيلٍ يجب أن نهتم بصناعته ليصنع مجده ويستعيد عزة أمته ودينه وعروبته ؟يبدو أنني أسهبت ونسيت أن الطابور الصباحي ينتظرني باكراً.وتظلُّ الطّوابير مصطفّة ..تصبحون على طوابير الأمل و العزةبسمة محمد الطيّـار
صحيفة التعليم
وتظلُّ الطّوابير مُصطفّة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/230894/