مسلسل طويل الحلقات، مستمر الصدور ومتتابع العرض؛ متنوع في الأبطال والشخوص، وحتى في الكمبارس والمراحل، مسلسل محزن ومبكي ومخزي.
من يعمل بالتعليم يرى استمرار وتفشي ظاهرة الغياب قبل الإجازة وبعدها .
ويرى أن ظاهرة غياب الطلبة قبل الإجازة وبعدها انتقلت من التعليم العام بشكل متدرج وسلس، إلى التعليم العالي، نظرا لعدم وجود علاج ناجع لها في التعليم العام، ومن ينقلها هم نفس الطلبة الذين انتقلوا إلى الجامعات.
قاعات كاملة في مرحلة البكالوريوس في غياب تام، استماته من الطلبة في اقناع أولياء أمورهم، بأنه ليس هناك دراسة وليس هناك جدوى بالذهاب لقاعة فارغة من الطلبة، وتحذيرات مقنعة بأن الحضور لن يقدم ولن يؤخر، وربما فيه خطوره على الطالب نفسة، نظرا لقله من سيحضر للمدرسة من الطلاب.
في التعليم الجامعي استماته أكثر لاقناع أعضاء هيئة التدريس بعدم جدوى الحضور في الأسبوع الأخير.
نقل لي أبني وهو يدرس في السنه الثالثة أنهم تفاوضوا مع مدرسيهم؛ على غياب أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، اغلبهم وافقوا على الغياب أو السكوت والرضى، لقدره المفاوض المتمكن أو رغبه الهوى، إلا واحد منهم رفض وأجبرهم على حضور يوم الخميس، لله دره من أستاذ نابه، لكنه يغرد خارج السرب، ولو عمل تقويم له في اطار منطومة الجودة، لأخذ أقل الدرجات وأضعفها من الطلاب، رغم جديدته وتفانيه وبذله لطلابه.
لكن ما الجديد هذه المره، الجديد هو ارتفاع مستوى الغياب إلى قاعات الدراسات العليا، وهاهي إحدى الشعب في مرحلة الماجستير تفاوض أعضاء هيئة التدريس الواحد تلو الآخر في غياب الأسبوع الذي يسبق الإجازة.
انها العدوى القاتلة نفس الطلبة الذين بدعوا هذه الظاهرة التي اتضحت لي بدراسة قدمتها لإدارة التعليم بمنطقة الرياض، و لمن يعمل في التعليم العام منذ ١٤١٩ هم الذين يدعمونها الآن، فهل من وقفه ؟.
وإذا كنا نشهد التجاذب والنقاش الحواري المجتمعي، والاجتماعات الوزارية المكثفة حول ضرورة تعويض أيام تعليق الحضور بسبب الكوارث المناخية، فهل نراه حوارا ونقاشا فاخر أو مترفا، في ضوء تناسي هذا الظاهرة.
إن غياب الطلاب قبل الإجازة وبعدها، ينقص من أيام حضور الطلاب الفعلية، فإذا كانت الأيام الدراسية لدينا هي الأقل عالميًا، ووضعنا التعليمي في خطر كما تشير الدراسات العلمية، فماذا بقي لنا من أيام؟
فهل نقول:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء.'