كعادتي في كل يوم أستيقظ باكرًا قبل الطيور المغردة لأذهب إلى مدرستي، وصلت ووجدت المواقف المخصصة لسيارات المعلمين، ودخلت ووضعت حقيبتي في مكتبي الخاص، توجهت إلى الطابور الصباحي لأشهد التظاهرة اليومية التي تحمل قيمة الانضباط، وتبث طاقة من النشاط والحيوية لكل من يشهدها، وبعد ذلك توجهت إلى قاعة الدرس (الفسيحة)، وبدأت بتشغيل جهاز العرض استعدادًا لدرسي الجديد، ووجدت طلابي وقد تحلقوا في مجاميع وهم في شوق لما سيتعلمونه، الجدير بالذكر أن فصول المدرسة كغيرها من مدارسنا عبارة عن جناح فندقي، فصوت المكيف لا يكاد يسمع، والنظافة سمة غالبة على الفصول، والتجهيزات الدراسية على أرقى المستويات، وأما عن الوسائل التعليمية فحدث ولا حرج خيارات وبدائل لا تعد ولا تحصى (بيئة مثالية) انعكس أثرها إيجابا على دافعية الطلاب.
لحظة من فضلك!
ما قرأته سابقا كان حلمًا بالنسبة لكل معلم، وهو حلم قصير ممتع، لكنه يظل حلمًا ولكنه في كثير من الدول واقع ملموس فما الفرق ؟
الفرق عزيزي القارئ _أن التنظير المحض لم يتسلل إلى عقول المسؤولين في تلك الدول التي باشرت بفهم احتياجات المعلم والطالب .
الفرق - عزيزي القارئ – أن المسؤولين هنالك لم يتغنوا بمفاهيم عقيمة، ومصطلحات جوفاء، ولم يترنموا بمفردات براقة تخفي خلفها الوهن والإخفاق.
الفرق - عزيزي القارئ - أن المسؤول هنالك ينزل إلى الميدان الذي أتى منه أصلًا ليشخص الواقع، ويقف على المشكلة.
الفرق - عزيزي القارئ - أن المسؤولين هنالك وضعوا آليات بسيطة وغير معقدة بهدف الإنجاز، والبت في الأمور بشكل سريع، ولم يشكلوا لجنة تقوم هي بتشكيل لجنة أخرى، ثم يتمخض عنها لجنة أخرى فرعية، فتشكل مجلسا ... ثم فجأة ينتهي الأمر.
الفرق - عزيزي القارئ - أن أصحاب الشأن في التعليم يشاركون في صنع القرار ورسم الخطط، وتحديد المقاصد والغايات.
لن أنتهي من إيجاد الفروق –عزيزي القارئ- وسأعود إلى العالم الافتراضي لعل الحلم يطول هذه المرة فهو يشعرني بمكانتي التي لم أجدها في الواقع.
14 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓