في عصر متسارع ومتغير, وفي ظل ثورة الإتصالات التي عمت جميع أنحاء العالم حتى بات قرية صغيرة نحن في حاجة إلى تغيير جذري في أهم رافد من روافد التنمية ألا وهو المجال المعرفي,وبالحديث عن الخطوات النوعية التي خطتها مملكتنا الغالية في مجال المعرفة والتعليم وبناء الإنسان ,نجد أنفسنا بحاجة إلى تغيير رؤيتنا حول أساليب ومفاهيم التعلم والتعليم ,فما كان مناسبا بالأمس لم يعد معظمه مناسبا اليوم ,وأصدق دليل على ذلك الميدان التربوي في مدارسنا,فلو قارنا بين أسلوب التلقين الذي كان سائدا ,وبين أساليب التعلم النشط لوجدنا فرقاً شاسعا في التلقي واستبقاء المعلومة والرغبة في التعلم وصولاً إلى المخرجات .
لماذا هذا المعلم يثير دافعية طلابه؟ ولماذا ينفر الطلاب من حصة ذلك المعلم ؟
لماذا تكون الحيوية عنوانا لذلك المعلم ؟ولماذا الجمود هو السمة الغالبة على ذلك الدرس ؟
الفرق هو توظيف تقنيات التعلم النشط أو عدمها , كما أن التحديث الذي طرأ على مقرراتنا الدراسية أسهم بشكل أو بآخر خلق الانسجام والمواءمة مع متطلبات العصر , وهذا الجيل الذي ركب موجة التغيير والتطوير من خلال ما يشاهده, ويسمعه, ويشعر به عبر نوافذ الاتصال والتواصل المختلفة .
إذا أردنا أن نصل بطلابنا وطالباتنا إلى تعلم أفضل فإن السبيل إلى ذلك من خلال اعتمادنا في تعليمنا على التعلم النشط وأساليبه ,وجعل المستفيد (الطالب/ة )شريكاً في تعلمه, لا متلقنا , وهذا الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على تأهيل المعلم ,وسعيه الحثيث على النمو المهني , وتطوير مهاراته وتعدد أدواته
عند ذلك سنصل إلى مجتمع المعرفة ونحن على أتم الاستعداد لخوض غماره ,وشق عبابه بثقة عالية ومهنية وحرفية .
6 pings