بقلم / عبدالفتاح بن أحمد الريس
كلنا ندرك تماماً بأن المعلم هو ذلك الشخص الذي يمارس إحدى المهن الحياتية ويبرع فيها .. إما على مستوى التعليم فهو الشخص الذي يقوم بتعليم الأبناء مختلف العلوم النافعة ويعمل على تربيتهم التربية الصالحة .. هذا المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً لم يكن كغيره من الناس من حيث حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه , ذلك لأنه يؤدي رسالة عظيمة تعتبر بحق من أجل الرسالات وأقدسها على الأرض فهي رسالة الأنبياء والرسل عليهم السلام , قال تعالى معظماً هذه الرسالة ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله . ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) ولعظم هذه الرسالة ، فقد اجمع علماء التربية على مر العصور لا سيما المسلمون منهم : بأن المعلم الكفء هو ذلك المعلم الذي يعمل كل ما في وسعه من أجل تربية الأبناء وتعليمهم مختلف العلوم النافعة بصدق وأمانة وإخلاص ، وأن ينظر لطلبته بنظرة ذلك المستقبل الذي سيكونون فيه أعضاء صالحين للأمة والوطن .. وهذا لا يتم إلى بتوافر عدة صفات ضرورية للمعلم ومنها ما يلي :
• أن ينظر المعلم إلى عمله على أنه رسالة وليست مهنة وأن يراقب الله سبحانه وتعالى فيها في السر والعلن .
• أن يكون مخلصاً ووفياً وأميناً ويؤدي هذه الرسالة بكل همة وحيوية ونشاط ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )
• أن يكون حكيماً وحليماً ومنصفاً وعادلاً بين طلابه وعطوفاً عليهم ( إنما لكم مثل الوالد لولده ) .
• أن يكون واسع الصدر وباشاً وطليق اللسان وذا مظهر حسن ( شخصية مؤثرة وجذابة ) .
• أن ملماً بأصول التربية وعلم النفس من أجل أن يتفهم نفسيات طلبته ، فيساعده حينئذ على العناية بهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم وقضاياهم وذلك بالتعاون مع المرشد الطلابي بمدرسته .
• أن يحرص كل الحرص على تنمية تفكير طلبته وفي أيضاً تكوين اتجاهاتهم وتعزيز سلوكياتهم الإيجابية .
• أن يكون متمكناً في مادة تخصصه ، ويحرص دائماً على الاطلاع على كل جديد ومفيد يخدم مادة تخصصه .
• أن تكون لديه القدرة الكافية في توصيل المعلومات إلى أذهان طلبته ، وعلى استمالتهم أيضاً بمختلف الطرق والأساليب التربوية المشوقة .
• أن يجمع في شخصيته بين اللين والقوة والمرح آخذاً بالمثل القائل ( لا تكن شديداً فتكسر ولا ليناً فتعصر ) .
• أن يتحلى بالصبر وقوة التحمل وهو يؤدي عمله , فالرسالة شاقة ومتعبة جداً ولكن أجرها وثوابها عند الله عظيم .
• أن يحقق بين طلبته مبدأ الفروق الفردية فيما بينهم وأن يحترم مشاعرهم ويقدر جهودهم ويشجعهم على كل بادرة يقومون بها بصورة مستمرة وأن يبتعد نهائياً عن الكلمات البذيئة والجارحة التي تحط من قدرهم وتثبط من هممهم وعزائمهم .
فالرسالة هذه لا شك أنها عظيمة وشاقة ومتعبة للغاية . ذلك لأنها في الحقيقة لا تنتهي بنهاية الدوام اليومي , وإنما تأخذ جل وقت المعلم كما أن الرغبة وحب هذه الرسالة يساهمان كثيراً في زيادة عطاء وإنتاج هذا المعلم ، وأي عطاء أو إنتاج أعظم من إنارة عقول فلذات الأكباد وتنميتها بما يعود على ذاتيتهم من نفع وفائدة ناهيكم عن خدمة المجتمع وتطوره ، وتقدم الوطن وازدهاره .. وهو ما نعتقده مهماً لكل أمة على وجه البسيطة، وبالتالي لا غرابة في أن تصبح وراء كل أمة عظيمة مُعلم ناجح وكفء .
وراء كل أمة عظيمة معلم ناجح كفء
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/224802/