ضمن مناهج إعداد المعلمين هناك مادة بمسمى علم النفس التعليمي (التربوي)، هذه المادة تعتبر عمود من أعمدة التخصص فهي مهمة للمعلم ومصمم المنهاج والمدرب وكل من له علاقة بالتعليم تخطيطا وتنفيذا .
ضمن مفردات هذه المادة عنوان ( الفروق الفردية) وتتلخص في أن هناك مشتركات بين طلاب المرحلة وهناك الكثير من المختلفات نوعا ودرجة تبعاً لطبيعة البشر بعضها موروث والبعض مكتسب ، فهناك اختلاف في الاستعدادات القدرات وفي الميول والاتجاهات وفي الحاجات، لذلك وجب مراعاتها في المناهج وفي طرق التدريس ...
التطرف في مراعاة الفروق الفردية يقوم على أن الموقف التعليمي الأمثل أن يكون هناك معلم مقابل طالب ، وهذا صعب جداً إلا من خلال التعليم المبرمج والمدعوم حاليا بالكمبيوتر ( integrated media)
وما يوفره من برامج تفاعلية ( interactive programs)
هذا الأسلوب في التعليم والذي يكون فيه البرنامج مع جهاز الكمبيوتر (الحاسب) يقومان بدور المعلم ، والذي يصل بالدارس تعلم حد الإتقان التام إلا أنه يفتقد إلى تنمية جوانب تربوية أخرى مثل روح الجماعة حيث يحل محلها الفردية ...
ومن الحلول المقبولة والممكنة في مراعاة الفروق الفردية واستغلالها لإحداث تعلم جيد أن يقسم الدارسين إلى مجموعات صغيرة حسب المرحلة والهدف وطبيعة المادة ، فمثلا يمكن أن يكون عدد الدارسين في الفصل الواحد عشرة دارسين في المرحلة الأولى الابتدائية (1-4) وخمسة عشر دارسا في المرحلة الثانية الصفوف الأخيرة من المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى المرحلة المتوسطة (4-9) وعشرين دارس للمرحلة الثانوية (10-11-12)، ثم يأتي بعد ذلك أثناء الدرس وفي بعض الأنشطة ذات العلاقة بحيث يقسم الفصل إلى مجموعات فرعية صغيرة من ثلاثة إلى خمسة دارسين يساعدون بعضهم في تعلم وتعليم تعاوني ، وهنا في توزيع الدارسين على الفصول أو ضمن المجموعة الفردية يجب أن يكون التوزيع وفق قاعدة معينة فإما أن يكون تبعاً للقدرات والميول والحاجات المتجانسة أو أن يكون منوعاً غير متجانس في ذلك ، ويقرر ذلك إدارة المدرسة في التوزيع الرئيس ومعلم المادة داخل الفصل في المجموعات الفرعية الصغيرة المتغيرة تباعاً لطبيعة الدرس والهدف ، وإن كنت إلى المجموعات المتجانسة تجنباً لترسيخ الفوارق بين الدارسين وتأصيلها في نفوسهم ...
ما سبق مكلف ويواجه تحدي إعداد الدارسين المتزايد وحجم المصاريف الباهظة والتي تزيد مع قلة عدد الدارسين في المجموعة الواحدة ، لنجد أن أفضل حل ممكن لمراعاة الفروق الفردية هي الدروس الخصوصية المحرمة نظاماً سواءً كانت فردية أو جماعية في مجموعات صغيرة خارج وقت الدروس الأساسية يتم فيها تدخل علاجي أو استكمالي فحتى المتفوقون يحتاجون دروساً خصوصية فردية تتمشى مع قدراتهم وتعمق تميزهم ، ولا مانع من أن تكون تعليم عن بعد بتوظيف تقنيات التعليم الحديثة ...
نايف الحارثي

إقرأ المزيد
ميزة التعليم الجيد ممنوعة..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/219554/