الحلقة الأهم في تاريخ التعليم السعودي
اهتمام الحكومة السعودية بالتعليم لم يكن عادياً مطلقاً فعلى مدى تاريخ الدولة السعودية الثالثة وبمجرد الانتهاء من استكمال توحيد أجزاء الجزيرة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز أولي التعليم اهتماما كبيرا وأعطي أولوية في وقت لم يكن عامة الشعب يدركون أهمية التعليم بل لم يكن كثيرٌ منهم يهتم لأمر التعليم بل إن كثيراً منهم كان يرفض تعليم الأبناء...
في العام 1369هـ افتتحت مدرسة نظامية... رسمية في القرية النائية المعلقة بين قمم جبال السراة ولم تكن تصلها السيارة ، وهذا له مدلولين الأول أن الاهتمام بالتعليم قد وصل القرى النائية بعد أن تجاوز المدن ، والمدلول الثاني أن التعليم الحكومي قد تجاوز الزمن فوصل إلى القرية النائية المعزولة بعد مدة لم تتجاوز سبعة عشر عاماً من إعلان المملكة العربية السعودية ككيان سياسي مستقل ...
في الفترة منذ أول تشكيل تعليمي إداري ممثلة في مديرية المعارف وحتى تاريخه والجهود البنائية لا تتوقف في عجلة تطور يشمل المنهج والبيئة والمعلم والنظام وجميع ما يتعلق بالمدرسة والتعليم ، هذا التغيير كان هدفه التطوير المستدام وكان أحياناً كثيرة يتقدم ويكون تطويراً حقيقياً وأحياناً يكون تطوراً وليس تطوير ، والمتتبع لتاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية عندما يسعى لعقد مقارنة بين الماضي (حقبة) وبين الحاضر لا يكون موضوعياً لو فضل تعليم فترة سابقة على فترة لاحقة ، فهذا مستحيل , فكل جيل تطور إيجابيا عن الجيل السابق كنتيجةٍ للتعليم والتربية المدرسية الرسمية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية مع تطور في أدوات التواصل... ، وإن كان الطموح و الحاجة إلى فارق أكبر مما حدث ...وإن كان التطوير اخذ وقتاً أطول مما يجب... وإن كان هناك خطوات تراجع في مراحل معينة ، إلا انه في الإجمال قد سار التعليمي إلى الإمام كثيراً وطويلاً ...
في الفترة الحالية وخلال السنوات العشر الأخيرة لم يكن تطور التعليم سيراً إلى الإمام بل كان قفزاً إلى الأمام وإلى الأعلى ، وإن كان تطور المجتمع كجزء من العالم كان أسرع وأقوى ، إلا أن أحداثاً حدثت تعتبر ميزةٌ وعلامةٌ على حراك إيجابي كبير يحدث في قطاع التعليم وستظهر نتائجه بعد إكتماله .
أكاد أجزم بأن أهم أربعة قرارات اتخذت في حق التعليم هي :
1) إنشاء مركز القياس والتقويم الوطني ، والذي لا يقتصر دوره على إعطاء درجة مفاضلة للقبول بإحدى الجامعات وإنما أصبح مرآة صدق لمخرجات التعليم .
2) قيام مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم والذي يعمل باستقلال عن روتين المؤسسة التربوية .
3) فتح أبواب مدارس العالم أمام طلاب التعليم العالي ، فقد أصبحت جميع جامعات العالم في متناول الطالب السعودي في الوقت الذي فيه الآخر إن استطاع تعدى جامعة المحافظة التي يعيش فيها فإنه لا يحين مناص عن جامعات دولته ...
4) الحدث الأكبر (على الأقل في وجهة نظري) هو تشكيل هيئة تحت مسمى هيئة تقويم التعليم ، وهي هيئة مستقلة ومحايدة ولا ترتبط بوزارة التربية والتعليم وإنما يشرف عليها إدارة يرأسها محافظ يرتبط بأعلى سلطة في الدولة ...
هيئة تقويم التعليم تأخذ أهميتها من أهمية التشخيص العلاجي حيث نتائجها ستعطي تحليلا دقيقا للوضع القائم وبالتالي التعرف على جوانب القوة وجوانب الضعف في منظومة التعليم ...
نتائج عمل هيئة تقويم التعليم يعتمد على ما يلي الفحص والتوصيف فان كتب العلاج المناسب وإن التزم المحتاج بوصفة العلاج وبالتالي فان إنشاء هذه الهيئة سيكون علامةً فارقةً في تاريخ التعليم السعودي ....
الحلقة الأهم في تاريخ التعليم السعودي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/218815/