أُغلوطة ردم أو تقليص الفجوة
في ظل حركة المعايير والمؤشرات التربوية والعالمية وظهور ما يعرف بالتقويم البديل أو التقويم الحقيقي ، واكبت وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية هذه الحركة في جو تربوي ترعرعت فيه حركة المعايير والمقاييس والمؤشرات كظاهرة صحية تتذبذب بين الموضوعية والذاتية وذلك للأسباب الإجتماعية التي يصعب الخلاص منها بين يوم وليلة خاصة في ظل ترابط المجتمع السعودي . والمطالبة بردم أو تقليص الفجوة بين اختبار القدرات والتحصيلي التابع للمركز الوطني للقياس والتقويم من جهة والاختبار التحصيلي لطلاب المرحلة الثانوية من جهة اخرى هي من وجهة نظري خطأ وذلك للاسباب التالية :
١- القدرات يقيس جانبا والتحصيلي يقيس جانبا آخر ومقاربة النتيجة ليس لها وجه صحيح كون الاول يقيس ( قدرة ) والثاني يقيس ( معرفة واتجاه ومهارة ) .
٢- القدرات اختبار عام لا يرتبط بزمن ولا بمقرر معين ( قدرات لغوية و عددية و عامة ) أما التحصيلي فيرتبط بزمن محدد ومنهج محدد ( مهارات ومعارف وقيم واتجاهات محددة ) .
٣- القدرات اختبار محكي المرجع ويقوم بإعداده أكثر من متخصص في ( المادة العلمية والقياس والتقويم وربما علم النفس والتربية ) ، بينما التحصيلي يقوم بإعداده احيانا معلم ( ربما غير مؤهل تأهيل جيد ) وإن كان جيدا فلن يصل لمستوى المتخصصين في المادة العلمية والقياس والتربية والنفس .
٤- تصحيح اختبارات قياس تصحيح آلي تنعدم فيه الذاتية ( موضوعي) بينما تصحيح الاختبار التحصيلي بالمرحلة الثانوية تصحيح معلم تتدخل فيه الذاتية بشكل أو بآخر .
٥- التدريب المكثف على إختبار القدرات يجعل النتيجة غير صادقة وذلك كون الارتفاع في نتيجة الطالب لا تعزى إلى قدراته بل تعزى إلى " أثر التدريب" ...
وفي الختام : عندما نريد المقارنة بين إختبارين فلابد من ضبط جميع المتغيرات الدخيلة على الامتحان ( مهددات الصدق الداخلي والخارجي للاختبار ) والمقارنة بين نسختين متكافئتين من الاختبار وليس بين اختبارين لكل واحد منهما أهدافه وأساليبه التقويمية ومحتواه الخاص وطريقة إدارته وطريقة تصحيحه وإظهار نتائجه ....
سلمان سالم سالم المالكي
مكتب التعليم بجنوب شرق الطائف
1 ping