وليس للاحتفال قيمة إلا أن ينزع عنك ما تجده في نفسك ولا تعرف له سبب إلا كلمة محفوظة مسموعة أنا طفشان .!
فكيف لو كان للاحتفال حفاظ على نفسك من التصدع ، ولقلبك من الإنغلاق ، ويكون له نفاذ الشعاح ورقة نسيم السحر إلى فؤادك ؟ وإقناع لعقلك بأن لا احتفال إلا بكتاب الله وفرحة بفهم كتاب الله ، ثم يأتي القيم التي تسبقك إلى الناس فلا تحتاج بعدها لدورات تطوير الذات ، بل قناعة تامة أن بحر من ماء نمير ترتوي منه ولاتشبع ، وعلم وعمل به يرفعك للسماء فيكون التتويج من رب العالمين .
هذا هو وصف غير مكتمل لحفل تكريم الحافظات للقرآن والسُنّة النبوِيّة بقيادة رئيس وحدة الدعوة الإسلامية أستاذة فطيمة الرفاعي ، الحفل الذي تحرص وحدة الدعوة الإسلامية على إقامته كل عام ، احتفال بطالبات ومعلمات عملن لأنفسهن ويبتغين رضا الرحمن ؛ فكان احتفاء الناس بما حملته صدورهن من القرآن والأحاديث الشريفة ، هو للقرآن وإخبار لكل الدنيا أن لا فرحة إلا بالقرآن ولا فخر وعزة إلا بالإسلام ومنهجه القرآن .
الحفل الذي يعلن في كل عام عن مسلم حديث ، وهذا الهدف الذي عمل مصلى المدرسة على إنجازه ، فكان الاحتفال بطفل دخل في الإسلام حديثا وتكريم مَن منّ الله عليها بهذا العمل العظيم أ. حليمة المولد من مدارس نخبة الغد العالمية .
الحفل الذي يعلم المدارس كيف تستثمر نعمة الصوت التي أنعمها الله على الطالبات في الإنشاد لا الغناء ، في القول الذي يجلي القلوب لا يطمسها ، فكانت المتعة التي تسمع فرحتها والاستمتاع بها في إصغاء الجمهور لأنشودة لاضاق صدرك من إنشاد طالبات الثانوية الثانية ينبع الصناعية وقائدتها عزيزة فلاتة ، وأنشودة الحرم إلى جانب الأنشودة الترحيبية .
الحفل الذي علمنا المصداقية في التقييم فكانت نماذج من تلاوات الطالبات الفائزات والمكرمات لتجد نفسك أمام تقويم صادق وأمين وعلمي .
الحفل الذي شكر الله أولا ثم شكر كل من ساند الحفل فكان التكريم من نصيب عدد من المدارس ومنها الابتدائية السابعة ينبع الصناعية وقائدتها نعيمة الفايز ، والثانوية الثالثة ينبع الصناعية وقائدتها رسمية الحازمي .
حفل منظم وابتسامة تشرق في وجهك فكأنك لست بضيف بل أنت المحتفى به ، وأمان بأنك لن تسمع ما يخدش سمعك ويزيد من كسر قلبك ويؤلم ضميرك ، هو حفل الفرحة والذكر ، حفل الدعوة بحب وأن المسلم في كل أحواله داع بالقرآن ، هو حفل الأمانة على أداء الأمانة في الدعوة إلى الله من خلال كتاب الله ، فليس خير للمسلم إلا أن يكون همه دينه لا دنياه ، ومن هنا كان الاحتفاء بمسلم جديد في كل عام .
طالبات قارئات وحافظات و منشدات كل طالبة تمرر رسائل كثيرة أولها نحن سعداء بأن منّ الله علينا بصوت سخرناه في طاعة الله ، وذاكرة حفظناها بعلم نعمل به للحياة الحقيقية الباقية لا الفانية .
شخصيات قيادية حضرت للتكريم تتقدمهن سمو الأميرة منال بن مساعد بن عبد العزيز ، ومساعد الشؤون التعليمية أستاذة رقية الحمدان ، ونخبة من القيادات التربوية من مشرفات ومديرات ورئيسات أقسام ومعلمات ومشرفات المصلى في المدارس .
ثم يبقى هذا الكرم في اللقاء والتنظيم والترتيب والحب والتقديم الجميل بكلمة جميلة وتعليق ذكي لمّاح للأستاذة الفاضلة دولت .
سعادة تغمرك وأنت في الحفل لترى الدنيا لاشيء فيها إلا القرآن وما عدا ذلك من إهدار وضياع لوقت هو بعض من عمرك وليس للعمر عمار إلا بطاعة الله .
حفل لم تتحرك بوصلته عشوائيا بل اتجهت إلى مهبط الوحي ، فكان من مكة المكرمة ضيفة ينبع أ. عائشة الأحمدي التي أبدعت في الجذب وأوجزت في القول وكانت رسالتها أنك بالإسلام عزيز وبالقرآن في أعلى المنازل ، فكأن كل من كان خارج المكان هو خارج السعادة ومحروم من العلم الذي يجعلك إنسان حيث لا تكتمل الإنسانية إلا بالقرآن .
وأحاديث الإعجاب لم تنته فطالبة ترتسم السعادة على ملامحها وتنطق بها طالبة من الثانوية الثالثة رنيم عارف التي قالت : الحمد لله أني حضرت شعرت أنني عملت عملا عظيما ، كُرمت كثيرا ولكن مثل هذا التكريم لم يجد منفذا لنفسي ولا سعادة في قلبي ولا ذكرى شاهقة في تاريخي بمثل هذا التكريم .
وبسؤال لإحدى المعلمات المكرمات قالت : نعم وجدت سعادة ولكن حُملت أمانة إكمال حفظ القرآن والعمل به وإخلاص النية .
أنتهى الحفل ولم ينته الأثر ، أنتهى الحفل وبدأ زمن الحماس والتشجيع والعمل على أن تتسع مواكب الحافظات كل عام وأن تجد المدارس أن في كتاب الله الفلاح والصلاح فهو الطريق إلى التفوق والتميز والخلق والتهذيب .
17 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓