|
|
إن من أخطر الأدواء التي تودي بحياة أمة من الأمم لا سيما الثرية منها؛ هو الترف، كما أنه سبب رئيس لسقوط كثير من الدول والشعوب؛ فهو الداءُ العضال، والمرض القتال، والمقتُ والوبال؛ الذي يقتل النخوة، ويقضي على البطولة، ويخمد الغيرة، ويفرز الوهن، ويكبت المروءة، ويضعف الهمة، ويفرز غثاءً كغثاء السيل، فإن استشرى في أمّة ذهب بعزها وأرثها كسلًا وخمولًا، وركونًا إلى الدنيا ومحبةً لها وحرصًا عليها فلا يرتجى منها نفعٌ ولا ينتظر منها دفاعٌ عن الحق، حتى إذا استغاث المستضعفون والمحرومون في الأرض، لم يجدوا لنصرتهم ذا مروءة. فحقوق الله تُنتهك، وحدوده تُتجاوز، وأوامره تُضيع، ويُطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم قصصًا وروايات ونظمًا ونثرًا، ويُركن إلى الظلمة، ويُحارب الله وتُثقل الكواهل بالديون ويُؤكل بالدين ومن أعظم الأسباب لهذا كله هو الترف. ولقد كان سلفنا الصالح أبعد الناس عن هذا الترف وحياة المترفين، فقد وطنوا أنفسهم على عدم تحقيق كل ما تشتهيه مع قدرتهم على تحقيق مطلوبها. |
صحيفة التعليم
دواء المترفين
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/207730/