رمضان شهر عظيم بل هو أعظم شهور العام ، يترقبه الناس بفارغ الصبر على اختلاف أحوالهم فالمذنبون يترقبونه للتوبة والأوبة ، والاستغفار والعودة ، والوعاظ والمصلحون يترقبونه لوعظ الناس وتذكيرهم ، والعُمار ينتظرونه للاعتمار ، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن عمرة في رمضان تعدل حجة معه ، وأهل الباطل يترقبونه لنشر باطلهم وغثائهم من مسلسلات وأفلام ومسرحيات أرادوا بها صد الناس عن حسن الصيام وجميل القيام.
وقد تنوعت كلمة مشايخ الدعاة والأدباء في الحديث عن رمضان وحسن استقباله ، فهذا الإمام الشهيد – بإذن الله تعالى – حسن البنا يقول في استقبال رمضان :"مرحباً بطلعة الوليد الحبيب بشير الخير العميم ، هلال رمضان ومشرق أنوار القرآن ، وشذا نفحات الجنان ، وواحة الاسترواح في صحراء العام ، وراح الأرواح بالصلاة والصيام والقيام ،فاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والطمأنينة والسلام ، هلال خير ورشد ، إن شاء الله ، والله أكبر والحمد لله".
استدار الزمان ، وعاد شهر رمضان ، عاد إلينا بعد أن نسينا كثيراً ، وبعد أن سبحنا في شؤون دنيانا سبحاً طويلاً عاد رمضان ، وقدر لنا أن نعود لنشهد أيامه الغراء ، ونحيي لياليه الزهراء ، ترى هل يمتد بنا العمر فنعود إليه كرة أخرى ؟ أم هل يسبق الأجل فلا نلقاه بعد عامنا هذا ؟