احفظ لسانك لا تقول فتبتلى
إن البلاء موكل بالمنطق
اللسان ... من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه غريبة .. صغير حجمه عظيم طاعته وجرمه .. إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان . في "الصحيحين " من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم " . فنطق كلمة طيبة تكون صدقة لك ، لا تنطق إلا بخير وبما يعود نطقه بالنفع لك , ولهذا الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم فإنه أكثر ما يندم إذا نطق ، وأقل ما يندم إذا سكت . وأطول الناس شقاءاً وأعظمه بلاءاً من ابتلي بلسان مطلقٍ لا يسكت ولا يكِلّ ولا يتعب . فالغيبة والنميمة وكثرة السباب واللعان والاستهزاء بالدين وأهله تؤدي بصاحبها إلى الوقوع بالمعصية . ومن سماحة هذا الدين العظيم بأن دلنا على أمور يحفظ بها الإنسان لسانه من تلك الآفات فمنها ذكر الله , وقراءة سير السلف الصالح . فينبغي للمسلم أن يزن كلمته وأن يحذر الاسترسال في الكلام فإن للكلام سقطات وكما قال عمر بن الخطاب : (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياءه ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ) . نسأل الله أن يرزقنا لساناً صادقاً وعملاً متقبلاً .