هذا عتاب أخرجته من أعماقي .. أخرجته محمّلاً بحرارة النار التي تخرج من فؤادي .. أعاتب فيه نفسي .. نفسي التي بين جنبي .. فقد آلمني وأقض مضجعي أن يكون هذا هو حال روحي مع خالقها ومولاها .
_ تبّاً لك يا نفس! كيف تحبين دنيا حقيرة زائلة ؟! وكيف تلهثين وراء بريق يزول ؟! أطماعك لا تنقضي , لا أدري ماذا يشبعك في هذه الدنيا .. تبّاً لك! كم تغفلين وكم تقصرين في طاعة مولاك!
عجباً لك!! أكل هذا لأجل الدنيا التي سترحلين عنها لا محالة؟!
لماذا تناسيت يا نفسي الدار الآخرة؟ لماذا؟ وأنت تعلمين أن فيها إما نعيم دائم أو شقاء دائم .. لماذا تناسيت عذاب القبر ولقاء الله ؟
أغرك ستر الله عليك ؟! أغرتك نعمته فعصيتيه ؟! لماذا كل هذا الإصرار على الغفلة ؟! أما تعلمين أنك ستقفين بين يديه وسيحاسبك على الصغير والكبير؟! وسيسألك عن كل لحظة عشتيها في هذه الدنيا .. فأعدي للسؤال جوابا صائبا , وإلا ستهلكين وستندمين في وقت لا ينفعك فيه الندم.
لماذا يا نفس ينعم الله عليك بالنعم فتقابلينها بالجحود والنكران ؟ ألست أنت من سألت الله بأن يستجيب دعائك .. ورجوتيه بأن يمن عليك بالنعم ؟! فلماذا إذا هذا الجحود ؟! أهكذا تشكر النعم ؟!
توبي يا نفس .. واعلمي أني ما عاتبتك هذا العتاب إلا لأصلح حالك مع الله .. فأنا ما ردت إلا نجاتك والله.
فاقبلي عتابي وإن كان قاسيا فما أردت لك إلا الخير يا نفسي ..