إن زينة الحياة الدنيا وشهواتها أخـــذت بألـبـــاب وعـقـول أفراد من الأمة حتى عبدوها وأصبحوا يرون في تعاليم الإسلام وأحكامه ما يفسد عليهم مـتـعـتـهـم بها فصاروا يحاربون تعاليم الإسلام والداعين إليه، ويقفون في وجه كل دعوة جادة إلى الإسلام تريد إعادة الأمر إلى نصابه، وتقوم ببيان خطر الاغترار بالدنيا، منبهة إياهم إلى ما أحـدثـه من آثار سلبية كثيرة على دينهم ودنياهم.
وشـبــاب الـصـحــــوة الإسلامية بعامة والدعاة إلى الله (سبحانه) بخاصة، جزءٌ من أفراد المجتمع الإسلامي يصيب بعضهم - سواء أكان ذلك في حياتهم الشخصية والاجتماعية أو في البيئة الدعوية التي يعمـلـون من خلالها - ما يوجد في مجتمعاتهم من أمراض وأدواء، ومن ذلك وجود ظاهــــرة الـترف والرفاهية الزائدة في حياة بعضهم، وانشغالهم بذلك عن تربية أنفسهم والقيام بواجبـهـم تـجاه دينهم وأمتهم، بل إن الأمر لدى أولئك تجاوز حد التشاغل إلى مرحلة التساقط عن الطريق وترك الطاعة ومبارزة الله (تعالى) بالمعاصي.
اخذ الترف والتعلق بزينة الحياة الدنيا وشهواتها بألباب وعقول أفراد من الأمة, واستحوذ على عقولهم, حتى أصبحوا يتركون الطاعة، ويذهبون للمعصية،فأصبح تفكيرهم بالرفاهية التي تدمرهم,وأصبح همهم تنعيم هذا الجسد الذي مآله للديدان والنتن,وكل ما نعم الإنسان جسده غفل عن تنعيم قلبه,وكلما انفتحت عليه الدنيا وصار ينظر إليها فانه يخسر من الآخرة بقدرما ربح من الدنيا .
وقد وردت آيات من القران وأحاديث من السنة تنهى عن الترف وتحذر منه ومن تعلق القلب به ومن غلو الإنسان فيه, وعليه أن يدرك منها أن الترف ليس من أسباب تحصيل السعادة وإنما قد يكون سبب لنزول بلاء الله وعقابه عليه كما كان حال من كان قبلنا، قال الله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ . لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ)