إن موضوعي هذا الذي أقدمه موضوع شائك له تفرعات و تشعبات , فهو يتصل بأبنائنا و بناتنا فلذات أكبادنا و ما يتعرضون له ليل نهار من غزو فكري بمختلف أنواعه و شتى وسائله المستقذرة .. أيها الاباء , أيتها الامهات أجمعوا قواكم و استجمعوا وسائلكم في مواجهة عدو خفي في صورة صديق وفيّ رصد كل همه وإمكانياته لاستهداف أبنائكم و بناتكم ثمار أفئدتكم . ووسائل الاعلام و التي يقف من ورائها ذلك الوحش الذي يترصد لاقتناص الفرصة للانقضاض على فريسته ذلك الغزو الفكري , لا تتوانى هذه الوسائل إلا ما رحم الله في تقديم مادتهم الاعلامية و الموجهة للأطفال صغارهم وكبارهم مزينة بكل الجواذب ويدسون بذلك السم في العسل . إن هذه البرامج المقدمة لأطفالنا تنطوي على أمور كثيرة تمس عقيدة هؤلاء الصغار و سلوكياتهم من حيث لا ندري , تارة بوجود رموز دينية لا تمت للإسلام بصلة كالصليب , وتارة باستخدام عبارات وألفاظ شركية و قد تكون إلحادية , و تارة بالقيام بحركات و ألعاب هي في ظاهرها ألعاب و ترفيه و لكن في أصولها هي ذات صلة بعقائد منحرفة و أديان باطلة , و تارة بتضمين هذه البرامج لاحتفالات و مناسبات هي من صلب هذه العقائد الكفرية مثل احتفالات عيد رأس السنة و توزيع الهدايا التي يقدمها للأطفال بابا نويل هي من عقائد النصارى .. هم بهذه الوسائل الخفية المعنى يريدون الوصول إلى تغيير يبدأون به من أسس البناء لشخصية الطفل المسلم , من عقيدته الدينية التي يعتنقها , و من مبادئ هذا الدين التي ينشأ عليها الطفل حتى يكون ضعيف الصلة بهذا الدين . و لم يقفوا عند هذا الحد بل انتقلت عدوى الغزو الفكري إلى مناح شتى من جوانب تعاملات الأطفال في ألعابهم و في الأماكن التي يرتادونها ويرون فيها ما يخالف عقيدتهم ,فالألعاب تحمل شعارات الصليب و الألعاب الإلكترونية حرصوا أن يدخلوا فيها ما يهين رموز الإسلام ليعتادها هؤلاء الصغار , وغيرها كثير فهم لا تغمض لهم عين إلى أن يروا نتائج مخططاتهم و أهدافهم من إخراج أبنائنا و بناتنا من دائرة الدين إلى خارجه بخاصة من خلال المحاضن التربوية و غيرها . فإلى متى نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التيار الجارف ؟ نريد يقظة .. نريد نهضة .. نريد عزيمة .. نريد اتحاداً . أولا المسؤولية ملقاة على عاتق الوالدين من انتقاء كل ما يشاهده الأطفال إبتداءً من أفلام الكارتون و مروراً بالألعاب الإلكترونية و إنتهاءً بأماكن الترفيه التي يرتادونها والتي تحمل طابعاً بعيداً الإسلام و أهله . فيا أحفاد صلاح الدين واجهوا هذا التحدي و أنتشلوا أطفالكم من براثن هذا الغزو و التيار الفكري الجارف لتبنوا بهم أمة الإسلام الحقيقية المتمسكة بعقيدتها الصافية وولائها لدينها والمتطلعة لحضارتها المجيدة .
صحيفة التعليم
واقع أطفالنا و الغزو الفكري
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/207282/