حثنا ديننا الحنيف بتعاهدأبنائنا وتوجيههم لما فيه, صلاحهم ومما يؤكد أهمية العناية بهؤلاء الناشئة قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) ,فقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في تربية الناشئة وتعليمهم في سن مبكرة .فانظر أخي المسلم في سيرته كيف كان حرصه صلى الله عليه وسلم على تعليم الناشئة مما يؤكد مسئولية الوالدين وأولياء الأمور تجاه ناشئتهم.وهذه المسئولية لا تقتصر على حكم من الأحكام بل شاملة لجميع أوامر الشريعة وأحكامها فمنها نهي الاسلام عن الاسراف في كل شيء ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) , وقوله جل وعلا: (ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورآ" فيجب أن يبين لأبنائنا أن الإسراف أنواع .....قد يكون الاسراف في الوقت فيبين لهم أنه أثمن ما يمتلكه الإنسان فهو أغلى من الذهب والفضة بل من الطعام والشراب لأنه هو حياة الإنسان وهلاكه وهو سعادة الإنسان وشقاوته فمتى ما عمره فيما يرضي الله أكسب سعادة وتوفيقا وجنة بإذن الله ومتى ما أهدر هذا الوقت في معصية الله كان وبالا وحسرة وندامة على صاحبه في الدنياوالاخرة وأيضا الإسراف في الطعام والماء ونحوها ونضرب له بذالك مثلآ حيث نجد الرجل يصنع الطعام لاثنين أو ثلاثة ما يكفي عشرة أو أكثر فإذا فرغوا من الأكل وضعوا ما تبقى في صندوق القمامة وأيضآ الإسراف في الماء فنصطحبهم إلى إحدى دورات المياه في مسجد من المساجد ولينظروا فقط كيف يتوضأ الكثير من الناس ثم نبين لهم أنها تنتقل إلينا بجهود هذه الحكومة الرشيدة من البحار وتصرف الملايين لنقله وتحليته فلندرك أنه من أعظم النعم علينا ومن يضمن بقاء واستمرار هذه النعمة؟ فيجب شكرها والمحافظة عليها وترشيد استهلاكها. و لنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان صلى الله عليه وسلم يكفيه المد من الماء للوضوء والصاع للغسل.فعلينا أن نراجع أنفسنا وأن نتقيد بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلينا أن نتعاهد من ولانا الله عليهم من الناشئة شبابا وفتيات فنربي جيلآ نغرس في نفوسهم حب الاعتدال والإتزان والمسؤولية في جميع مجالات الحياة ونصرفهم عن التباهي والتفاخر الذي يصرفهم عن شكرها
وننشئهم على إنكار الإسراف ومقته بجميع أشكاله وصوره والله تعالى أعلم.