الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
الكثير منا يتجاهل فضل صلاة الاستخاره .. ولا يدرك مدى أهميتها فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أكثر الناس استخارة في شتى الأمور .. وذلك رغم إيمانهم القوي وأعمالهم الصالحة والكثيرة وانجازاتهم التي بقي أثرها إلى يومنا هذا ، والحقيقة أنه كلما قوي إيمان الشخص بأن الله هو عالم الغيب وانه بالتالي الأعلم بمصلحة عباده ويعلم كل مايدور في حياتهم ويعلم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ، يدعو الانسان المؤمن إلى اللجوء لصلاة الاستخارة .. لأنه يفوض أمره ويسلم أمره لله وحده ويتوكل عليه ويعتقد بأنه وحده من بيده أن ينور بصيرته إلى الطريق الصحيح فإن العبد في هذه الدنيا تعرض له أمور يتحير منها وتتشكل عليه ، فيحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس ، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء ، راجياً الصواب في الطلب ، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره . وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن : 159(
واخيرا عودوا أنفسكم على فعل الاستخارة وشاوروا أهل الرأي وتوكلوا على الله