قال الشيخ محمد المنجد " الظلم مرتعه وخيم وعاقبته وبيلة، هو منبع الرذائل ومصدر الشرور، يأكل الحسنات ويمحق البركة ويجلب الويلات، يورث العداوات ويسبب القطيعة والعقوق، متى فشا الظلم في أمة وشاع فيها أهلكها، ومتى حل في قرية دمرها "
لقد حذر الله جل في علاه عباده من الظلم وجعله محرما على نفسه فهو الملك العدل سبحانه وتعالى .تعددت أشكال الظلم وصوره فالإسراف على النفس بالمعاصي ظلم وأكل اموال الناس وأخذ حقهم بالباطل ظلم وأعظم الظلم الشرك بالله لقوله تعالى (( إن الشرك لظلم عظيم)) . من صور الظلم أيضا الاسراف في حق النفس التي حرم الله بقتل أو سجن أو تعذيب قال الرسول  في ذلك (( إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ))  وكل من أعان على ذلك أو أشار به أو شمت بالمظلوم أو خذله داخل في الوعيد.
قال رسول الله  :((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )) البغي هو الظلم. ورد في التاريخ الكثير من قصص الظلم وسوء خاتمة الظالم. هذا فرعون عثا في الأرض الفساد وتحدى الله جل في علاه (( فقال أنا ربكم الأعلى))  وأسرف في ظلم بني اسرائيل فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر وأغرقه وقال (( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )) نعم تكون آية وعظة لكل من تسول له نفسه ظلم عباد الله .
قال رسول : ((ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين )) . عندما هم الحجاج بن يوسف بقتل سعيد بن جبير قال ابن جبير اللهم لا تسلطه على  أحد يقتله بعدي  فسلط الله على الحجاج الأكلة . ومات بعد مقتل ابن جبير بخمس عشرة ليلة . يحكى أن وزيراً ظلم امرأة بأخذ مزرعتها وبيتها، فشكته إلى الله فأوصاها مستهزئاً بالدعاء في ثلث الليل الآخر، فأخذت تدعو عليه شهراً، فابتلاه الله بحاكم فوقه قطع يده وعزله وأهانه، فمرت عليه وهو يجلد فشكرته على وصيته، وقالت:
إذا جار الوزير وكاتباه *** وقاضي الأرض أجحف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويــل ***  لقاضي الأرض من قاضي السماء