دعونا نتأمل هذه الظاهرة الخطيرة في مجتمعاتنا الإسلامية والتي أودت بكثير من شبابنا ، ألا وهي " الترف " وفق منظور إسلامي سلفي صحيح ، لنبصر خطورة جعل " الرخاء والرفاهية " مقصدًا للشعوب كما يدندن من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، وكيف ضاع كثير من شباب الأمة ورجالها تحت بريق هذا الهدف المنشود ، ودعونا نفهم عن الله قضية " الفقر والغنى " ، ونتعلم كيف نعيش كما يريد الله لا كما نريد نحن أو يُراد لنا ، ونتعلم كيف نستثمر أموالنا وكيف ننفقها .
قال الله تعالى : "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد" [الإسراء/ 18] .
قال سعيد بن جبير رضي الله عنه : يؤتون ثواب ما عملوا في الدنيا وليس لهم في الآخرة من شيء ,أما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ، ويثاب عليها في الآخرة .
قال ابن جريج: يعجل لهم فيها كل طيبة ، فلم يظلمهم لأنهم لم يعلموا إلا الدنيا.
إذا اعتاد الإنسان الحياة المترفة أي حياة اللامبالاة بالمبادئ والقيم.. حياة الانغماس الكلي في الدنيا، فأنه يفقد السيطرة على نفسه.. ولا يستطيع مقاومة الأيام العصيبة في الحياة فيكون مسلوب الإرادة، ضعيف الشخصية، وهذا ما يريده الاستكبار منا انّه يريد أن يخلق فينا أسراً ضعيفةً وأناساً عاجزين يملون المشاكل ويرضخون للانحراف ويميلون إلى الراحة والسكون الزائف. إن رسالة السماء تدعونا لبناء الصرح المؤمن والقادر على مواجهة التحديات وصدها بكل عزم، والصمود أمام الموجبات المادية والأهواء الدنيوية عبر بناء تلك الشخصية الرصينة في أوساط الأسرة المتدينة القادرة على تجاوز المشاكل وبناء الشخصية الرسالية في الوسط المترف، يقول الإمام أمير المؤمنين عليّ (رضي الله عنه):
"إن من أحب عباد الله إليه عبداً أعان على نفسه واستشعر الخوف.. وباشر روح اليقين واستلان ما استوعره المترفون".
صحيفة التعليم
مظاهر الحياة المترفة وأثرها علينا
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/207254/