الحمد الله الذي أنزل علينا كتاباً مستقيماً لا عوج فيه ، يهدي للتي هي أقوم ، وأمرنا بالاستقامة عليه ، والصلاة والسلام على الذي استقام على هدي الوحي كما أمر، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ، ومن تبع نهجهم المستقيم إلى يوم البعث والدين .إن الحياة كلها بمعانيها ونماذجها البشرية تبقى وتستمر إذا وضعت لها الإستقامة منهجاً , وتختل وتضطرب إذا كان العوج والإنحراف سبيلاً لها ومساراً . فالإنحراف في غالبه ضار وسيئ , والفكر كأحد جوانب الحياة الهامة . ومنهج القرآن في تحصين الفكر، هو لحماية المسلم من الشرك والكفر، قال تعالى :[وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ]، وأيضاًالتحذير من الغلو والتطرف، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ}. والانحراف الفكري أساس علاجه ، وحماية الأمة من التأثر به ؛ يكون بالعلم والفكر القويم أولاً ، وبقوة السلاح ثانياً لمن خرج عن الجماعة ، وحمل السلاح ،واستحَّل الدماء ، وإن مما يترتب على هذا النوع من الانحراف من مفاسد عظيمة على دين الفرد؛ فيمرق بسببه من الدين ، ويقع في كبائر الذنوب ، ويخسر الدنيا والآخرة ؛ وهو يحسب أنه يحسن صنعا . ولذا فلابد للجميع من التصدي له ، وسد ثقبه ؛ حتى لا تغرق سفينة المجتمع من خلاله ، ونكون بذلك مفاتيح للخير مغاليق للشر ، في صف البناء لا الهدم، والوسطية والاستقامة ؛ خاصة أهل العلم والفكر والدعوة . وفقنا الله لسلوك الصراط المستقيم وأعاذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. والحمد لله رب العالمن.
صحيفة التعليم
الانحراف الفكري
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/207199/