لا يخفى على المرء ما لصانع المعروف من أجر عظيم، وثواب كبير، يمنحه العلي الكبير جزاءً لما صنع، ومقابل ما عمل وأبدع؛ لأن المعروف لا يُقبِل على عمله إلا من وفقه الله-تعالى-، والمعروف كل خير يعمله المسلم، .وقضاء الحوائج من انواع بذل المعروف، وقضاء حوائج الخلق من الاعمال الجليلة التي ترفع العبد إلى أعلى المنازل والدرجات.
عن ابن عمرــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ:(( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ, وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ, كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً, فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهم
أخوه الدين أخوه ثابته راسخه في الدين وفي الأخرة ، تنفع الانسان في حياته وبعدد مماته ،لكن هذه لا يترتب عليها ما يترتب على أخوة النسب من التوارث ووجوب النفق وما أشبه ذلك.
لا يظلمه لا في ماله ، ولا في بدنه ، ولا في عرضه ، ولا في أهله ، ((لا يظلمه ولا يسلمه )) يعني لا يظلمه ،ثم قال : يسلمه يعني لا يسلمه لمن يظلمه ، فهو يدافع عنه ويحميه من شره ، فهو جامع بين أمرين .
الأمر الأول : انه لا يظلمه ، والامر الثاني : أنه لا يسلمه لمن يظلمه بل يدافع عنه .
ولهذا قال العلماء – رحمهم الله -: يجب على الإنسان أن يدافع عن أخيه في عرضه وبدنه وماله.
في عرضه : إذا سمع أحداً يسبه ويغتابه ، يجب عليه أن يدافع عنه . وكذلك أيضاً في بدنه : إذا أراد أحد أن يعتدي على أخيك المسلم وأنت قادر على دفعه ، وجب عليك أن تدافع عنه ، وكذلك في ماله : لو أراد أحد أن يأخذ ماله ، فإنه يجب عليك أن تدافع عنه .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ((والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه )) ثم قال : (( ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا ، فرج الله عنه كربه من كرب يوم القيامة )) والكربة ما يضيق على الإنسان ويشق عليه ، وتفريح الكربات يكون في أمور متعددة : منها المالية ، والمعنوية ، وكربة الهم والغم ،ومن المعروف أن تقف بجانب أخيك وتهون عليه وتبين له ما في هذا من الاجر والثواب العظيم حتى تهون عليه الكربة .
ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة )) من ستر يعني غطى عيبه ولم يبينه ، فإن الله يستره في الدنيا والآخرة
وعن ابن عباس – رضي الله عنهم – أنه قال : قال r : ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين ).
وأحب الناس الى الله أنفعهم لعبادة ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ،والمسلم يسارع إلى فعل الخير واثقاً بمثوبة الله له في فعل الخير كما أخبرنا بذلك نبينا – صلى الله عليه وسلم – بأن كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاع صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ، والابتسامة في وجه أخيك صدقة.......
فما أروع أن يكون المسلم نموذجناً حياً في التعاون مع إخوانه المسلمين وتلمس حاجاتهم مما يقوى دعائم المجتمع المسلم أمام صوارف الأيام ، فاصنعوا المعروف عباد الله لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير والإحسان إلى الخلق إنه سميع مجيب