أخذ الترف والتعلق بزينة الحياة الدنيا وشهواتها بألباب وعقول أفراد من الأمة, واستحوذ على عقولهم, حتى أصبحوا يتركون الطاعة، ويذهبون للمعصية،فأصبح تفكيرهم بالرفاهية التي تدمرهم,وأصبح همهم تنعيم هذا الجسد الذي مآله للديدان والنتن,وكل ما نعم الإنسان جسده غفل عن تنعيم قلبه,وكلما انفتحت عليه الدنيا وصار ينظر إليها فانه يخسر من الآخرة بقدرما ربح من الدنيا .
وقد وردت آيات من القران وأحاديث من السنة تنهى عن الترف وتحذر منه ومن تعلق القلب به ومن غلو الإنسان فيه, وعليه أن يدرك منها أن الترف ليس من أسباب تحصيل السعادة وإنما قد يكون سبب لنزول بلاء الله وعقابه عليه كما كان حال من كان قبلنا، قال الله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ . لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ) المؤمنون 64-65.
وقد جاء في السنة ما يحث على ترك الترف، والانصراف عنه إلى ما هو خير في الدارين.
فعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : (والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكنِّي أخشى أَنْ تُبْسَط عليكم الدُّنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها، وتهلككم كما أهلكتهم )متفق عليه
فالتنافس في الدنيا هو ما أهلك الناس اليوم وكأنهم خلقوا لها لا أنها خلقت لهم، واشتغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له ،وهذا من الانتكاس نسال الله السلامة والعافية .
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓