الترف هو مجاوزة الحد في الاعتدال، والإكثار من النعم، فالمترَف أبطرته النعمة وسعة العيش، حريص على الزيادة في أحواله وعوائده وشهواته وملذاته.
وقد ذم القرآن الكريم الترف والمترفين في مواضع كثيرة وحذر منه، يقول ـ سبحانه ـ :(واتبع الذين ظلموا ما أُترِفوا فيه وكانوا مجرمين)(هود116)، (حتى إذا أخذنا مُترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون)(المؤمنون64)، ويقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" محذرًا: (إن من شرار أمتي الذين غذوا في النعيم؛ يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون بالكلام) (صححه الألباني) .
وللترف صور مختلفة، منها : المغالاة في المآكل والمشارب والحرص على تنوعها وإن غلا سعرها والمطاعم التي تؤكل فيها، وكذلك في الملابس بغلائها الفاحش غير المبرر والإكثار منها بدون داعٍ خاصة في حفلات الزفاف، والجري وراء أحدث السيارات، والحرص على اقتناء الجوالات الجديدة وإكسسوارتها الباهظة الثمن، ناهيك عن الأثاث المترف وبناء المنازل التي لم تسلم دورات المياه فيها من هذا الإسراف، ..إلخ.
والترف يؤدي إلى طول الأمل ونسيان الموت، وتعبيد القلب لغير الله، وتبديد الأموال؛ فهو داء يفسد قلب الإنسان وعقيدته، وسبب لانغماس النفس في الدنيا وغفلتها عن الآخرة، وترك الجهاد والتخلف عنه والغفلة عن أعداء الأمة وغلبتهم، هو سبب للتنافس والتباغض والتحاسد وتكبر المترف على غيره، مما يفكك أواصر المجتمع؛ فيدمر العباد والبلاد.