بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمدلله الجليل الشأن ، الواسع السلطان الآمر عباده بحفظ اللسان، القائل {الرحمن،علم القرآن،خلق الانسان،علمه البيان}
وبعد: فإن من نعم الله على الأنسان لاتعد ولاتحصى ومن هذه النعم العظيمة الجليلة نعمة اللسان.
قال تعالى {ألم نجعل له عينين،ولسانآ وشفتين} سورة البلد..
اللسان : ذلك العضو الصغير قد يكون سبباً لدخول صاحبة الجنة او النار،فإن استغله في طاعة الله وذكره، سلك به طريق الى الجنه،وان استغله في الغيبه والنميمه وقول الزور وغيرها قاده الى النار..
إحذر لسانك ايها الإنسان لايلدغنك إنه ثعبان،
ولقد وصى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه سبحانه وتعالى في هذا العضو لقوله تعالى { يأيها الذين آمنو اتقوا الله وقولو قولاً سديداً} الأحزاب..
وحث الإسلام المسلم أن لا يحدث بكل ماسمع،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(كفى بالمرء كذباً أن يُحدث بكل ماسمع)
كما نهى المسلم أن يكون ثرثاراً أو متشدقاً او متفيهقاً لقوله صلى الله عليه وسلم( وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامه الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)رواه الترمذي.
وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت) فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لاينبغي أن يتكلم الانسان الااذا كان الكلام خيراً ،وهو الذي ظهرت له مصلحه ومن شك في ظهور المصلحه فلايتكلم ، وقد قال الإمام الشافعي رحمة الله؛ إذا أراد الانسان الكلام فعليه ان يفكر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحه تكلم وان شك لم يتكلم حتى تظهر، وذكر الإمام مالك في الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه أي يجره بشدة، فقال عمر: ( مَـه !! غفر الله لك " فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : "إن هذا أوردني الموارد"). من القائل ؟ الرجل الأول بعد الأنبياء والرسل رضي الله عنه وأرضاه , القائل أبو بكر , انظر إلى حرصه على لسانه رضي الله عنه وأرضاه ..
وكان عبد الله بن وهب رحمه الله يقول : ( نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني – يعني تعبت – فكنت أغتاب وأصوم أغتاب وأصوم .. فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة)، جرب هذا , كلما اغتبت أحداً أو ذكرته بسوءٍ فادفع ولو ريالاً واحداً .. الله أعلم بحالنا .. في آخر الشهر لن يبقى من الراتب ولو ريال واحد .. لأننا أعرف بأنفسنا في المجالس أيها الأحبة، والله المستعان !
ألا ترون أيها الأحبة في مجالسنا نقول : نخشى عذاب الله من فعل فلان , ونخاف من عقاب الله من قول علان , ولا نخشى الله من قولنا وفعلنا .. وهذا ظاهر في مجالسنا نقول : نخشى من عذاب الله من عمل فلان وعلان , ولكننا ننسى أن نخاف على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا وأفعالنا وأقوالنا.
ارجع لنفسك وانظر لعيوبها قبل أن تنظر لعيوب الآخرين وتتكلم فيهم.
عـود لسـانك قول الخير تنج به
من زلة اللفظ أو من زلة القدم
واحذر لسـانك مـن خـل تنادمه
إن النديم لمشـتق مـن الندم....
صحيفة التعليم
كُف لسانك..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/207112/
المحتوى السابق المحتوى التالي
محتويات مشابهة
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
2 pings