صحيفة التعليم- فوزية الطواله
يرحل وزير ويأت آخر ، ولا تزال رسالة التعليم سامية ترفرف في الافاق وتسمو بمن يحمل شرف الانتماء إليها بما يحمله من علم وقيم واخلاقيات ؛ تحتم على حاملها أن يؤدي ما عليه من حقوق وواجبات تجاه دينه ووطنه.
قبل سنتين ونيف تقلد الأمير ( خالد الفيصل ) وسام شرف حامل لواء تطوير التعليم وقيادة مسيرته ، وبالرغم من قصر تلك الفترة ، إلا انه سعى سعيا حثيثا لرقي بالعملية التعليمية وتطوير المعلم ، ففي عهده صدرت قرارات وزراية لها أثرها في الميدان فقد تم تدريب أكثر من 25 ألف معلم ومعلمة بعد أن حصل الاف الاداريين بوزارة التعليم على ورش عمل داخل الدولة وخارجها. وقد أمر سموه بعودة الامتحانات لجميع المراحل ، و الاستغناء عن التقويم المستمر الذي لم يفعل بالشكل المطلوب ولم يؤت ثماره ، بل صنع لنا جيل لا يكاد يقرأ أو يكتب . وغير ذلك من الجهود المباركة قبل أن يترجل و يسلمها الدكتور عزام الدخيل لإكمال مسيرة العطاء والبناء والتجديد والتحديث في وزارة التعليم مصنع الموارد البشرية ومنبع الكفاءات ونشأة السواعد التي عليها تعتمد الدولة في تشييد البناء ، ومنافسة الأمم على المراكز المتقدمة في شتى المجالات.
وها هو اليوم يبادر بفتح مكاتب تخدم المعلم وتسهل له العديد من الإجراءات الإدارية ، واُخرى لدمج طلاب متلازمة داون ودمجهم مع غيرهم في ستة مدارس نموذجية.
وكما يعلم الجميع تقدم الأمة يقاس بقدرتهاعلى تحقيق التميز والانجازات الحضارية في شتى مجالات الحياة، ويتحقق هذا من خلال تحديد الأهداف الطموحة وإيجاد البيئة المناسبة لنمو وازدهار المواهب والقدرات وإطلاقا لطاقات الموارد البشرية وإزالة العوائق الإدارية والتخلي عن الأنماط التقليدية في المؤسسات التعليمية .
لقد حان الوقت لتبني سياسات وبرامج تعليمية جديدة،تواكب المستجدات العصرية في المجالات التقنية والبحثية ، ورسم خطط إستراتيجية شاملة في تطوير منظومة العلوم والتقنيـة والابتكار ، وأشارك المعلم والمتعلم في اختيار وتحديد تلك السياسات ، قبل مشاركته في تنفيذها.
لذا على المعلمين واجبات كثيرة تنوء بها الجبال تجاه رسالة التعليم ، توجب عليهم أداء حق الانتماء إليها بالإخلاص في العمل والصدق مع النفس،والعطاء المستمر لنشر العلم بطرق متنوعة ونظريات تواكب المتغيرات الحضارية المحيطة ، وتتمشى مع اهتمامات الجيل وحاجة سوق العمل. وكما أن على المعلم أن يعتز بعمله ويفخر بمهنته ، ويطور ذاته في تخصصه ومهاراته واساليب عرضه لدرسه ، ولا يغفل عن علاقته مع طلابه حتى تصبح كعلاقة الأب مع ابنه، أساسها المودة الحانية ، وحارسها الحزم ، فهو شريك الوالدين في التربية والتقويم والتعليم لذلك عليه توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة ويتواصل مع الوالدين كلما اقتضى الأمر حول مستقبل الطلاب أو مايؤثر في مسيرتهم.
2 pings