بعدأن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أبرز مايقصده الناس على الشبكة العنكبوتية , أحدث ذلك ثورة وطفرة كبيرة في عالم الاتصالات والتواصل بين الناس , حيث تتيح للفرد أن يتواصل مع جميع أقرانه في مختلف أنحاء العالم , ولكن ثمة تأثيرات سلبية وايجابية على مستخدمي تلك المواقع .
فمن إيجابياتها : استمرار التواصل بين مستخدمي هذه المواقع وذلك يزيد من قوة العلاقة بين أفراد المجتمع ؛ فيتبادلون الآراء فيما بينهم , والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى , وكذلك سرعة انتشار الخبر وتداوله بين الناس , وغيرها الكثير من الايجابيات.
ومن سلبياتها : كثرة تداول الإشاعات والأخبار المغلوطة ؛ وذلك لعدم اشتراط التأكد من صحة المعلومة قبل نشرها , وكذلك قد يدمن الشخص في استعماله لهذه البرامج فيؤدي ذلك إلى مضيعة الوقت وإهداره وبعده عن ربه , وعن جو أسرته.
ولكن نحن كمسلمون يجب أن تكون نظرتنا إلى هذه البرامج نظرة ثاقبة وهادفة وواعية , نستغلها فيما يرضي الله عز وجل ونبتعد عما يغضبه سبحانه , فهي سلاح فعال وسريع في الدعوة إليه سبحانه.
وهناك نقطة مهمة جدا أن الكثير منا عندما يدخل إلى هذه المواقع فيصادفه بعض المنكرات فلا ينكرها اعتقادا منه أنه ليس أهلا للأمر بالمعروف او النهي عن المنكر . النبي _ صلى الله عليه وسلم_ قال : < من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وإن لم يستطع فليغيره فبلسانه , ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان >, فليس _ كما يعتقد البعض_ أن يكون الإنسان لديه لحية أو قصير ثوبه أو يكون لديه كم هائل من المعلومات او الدراسات الدعوية حتى يظهر على الساحة الدعوية ؛ فهذا مفهوم خاطئ وقاصر, فالدعوة إلى الله أسهل من ذلك بكثير فكونك مسلم فأنت داعية إلى الله يجب عليك أيها المسلم أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بمختلف الوسائل الدعوية التي توصلك إلى توصيل دعوتك , وانتبه كذلك أيها الداعية أن تضع في ذهنك أن من تدعوه لن يستجيب ولن تؤثر فيه دعوتك فهذا شيء لاتملكه انت ولاغيرك حتى الأنبياء لايملكون هداية البشر قال تعالى لنبيه محمد _ صلى الله عليه وسلم- ( إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) . فالهداية بيد الله وحده سبحانه فهذا تيسير على الداعية وفضل من الله .
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول : مامنعك إذ رأيت المنكر أن تنكره ؟ .)
فجميعنا مأمورين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لوكنت انت أيها المسلم صاحب منكر فانت مأمور بتركه ومأمور بنهي من يفعله ؛ أ ردع نفسك وأنها غيرك, كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ” وصاحب المنكر, كل واحد منهما ينكر على الآخر فوجب أن يرتدعا كلاهما لاننا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عز وجل فيها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) .
بعض التلميحات الدعوية عند استخدام هذه البرامج : مثلا كأن يعرض بعض الأشخاص _ هداهم الله _ صور مخلة بالآداب أو الفيديوهات التي تغضب رب العباد فهناك من يشاهدها دون تعليق يعني فقط متابعة وهناك من يشارك بإعجابه بها ؛ كلهم يحتاجون إلى من يدعوهم إلى ترك هذا المنكر وليس فقط الشخص الذي قام بعرض هذه الصورة أو الفيديو تخبرهم بأنهم جميعهم مشتركون في الإثم لأن البعض يعتقد غير ذلك , وهنك الكثير من الأشخاص يقومون بنشر كلام من دون وضع مصدره والأدهى من ذلك أن ينسب إلى الله عزوجل أو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , فهذا وللأسف من أسوأ ماينشر بين الناس فعلى الداعية هنا أن يطلب من كاتبه المصدر وإلا فلن يقبل ماكتبه .
وأخيرا تذكر أيها الداعي إلى الله ورسوله ستتعرض إلى كلام قد يكون فيه من الإهانة أو جرح لك أو سب فعليك بالصبر لأنه لن يسلم حتى الأنبياء في دعوتهم إلى الله من السب والإهانة , لكن أي شي يهون إذا كان في مرضاته سبحانه وتعالى ودخول جنته.