يموج عالم اليوم بالعديد من التحولات والتبدلات المتلاحقة، ومن ذلك ما أصبح يُعرف بالعولمة بوصفها إحدى الظواهر المعاصرة التي شملت في تأثيرها معظم مناحي الحياة. وعلى الرغم من أن الأسرة هي الأداة الأولى لعملية التنشئة الاجتماعية للأفراد، إلا أن أدوات أخرى، بحكم تلك التحولات، احتلت مكاناً مؤثراً في هذه التنشئة، ولعل وسائل الإعلام تُعدُّ من أبرز تلك الأدوات لما تتمتع به من انتشار وتأثير. فالدور الذي تؤديه وسائل الإعلام (التقليدية والحديثة) يكمن، بالدرجة الأولى، في تشكيل الأفكار وتوجيهها إلى حيث يريد من يقف خلفها. وفي خضم ثورة الاتصالات وازدياد وتيرة استخدام أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة (تويتر، فيسبوك ...الخ)، نجد أن المرأة، خاصة المسلمة، مستهدفة بنوع من الخطابات أبرز ملامحها إضعاف ثقتها في مجتمعها من خلال تسفيه أحلامه وجعل الشكليات محط أولوياتها وذلك لدفعها إلى التخلي عن دورها الحقيقي المتمثل في كونها النواة التربوية الأولى للأسرة وعمادها. وإزاء ذلك، فالسؤال الذي ينبغي إجابته: ما نحن فاعلون لمواجهة هذا المد الإعلامي؟ لا يُمكن الذهاب إلى حجب هذه الوسائل بالنظر إلى ثبوت خطرها، فهي لا تخلوا رغم ذلك من إيجابيات، فهذا أسلوب يُفقد المرأة المسلمة وسيلة عصرية تستطيع، إذا ما أحسنت التعامل معها، من تسخيرها لخدمة أهدافها التربوية بما يعود بالنفع على المجتمع. إذاً، فالذي يجب عمله للتعامل مع هذه الوسائل، يكمن في ضرورة فهم مراميها، واستيعاب آلية استخدامها، وبالتالي المقدرة على التنبه إلى الغث منها ونبذه، وتعظيم استخدامها على النحو الشرعي، وجعلها أداة تُكرّس للأغراض التربوية والدعوية، وكل ما من شأنه أن يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع. والله الموفق .